بغية إعادة بناء العلاقات الاقتصادية السورية الفرنسية وبرغبة من الجانب الفرنسي للمشاركة في إعادة الإعمار,اجتمعت غرفة تجارة دمشق مع وفد فرنسي قادم لترميم ما تم تخريبه, حيث ابتدأ أحد أعضاء الوفد تييري مارياني وهو وزير ونائب سابق معرباً عن طموح الجانب الفرنسي في إعادة الإعمار في العلاقة بين البلدين أولاً, لإعادة العلاقات بينهما ولكن خارج إطار السياسة, مشيراً إلى أنه سياتي 50 شخصاً فرنسياً إلى سورية بالتتابع لتكوين جمعية تحاور السوريين اسمها "محاورة سورية", بالإضافة إلى وجود شركات فرنسية تأمل بالتعاون مع الشركات السورية.
ومن جانب آخر نوّه مارياني على ضرورة تغيير السياسة من قبل فرنسا لتسهيل إعادة العلاقة, حيث أن الجانب الفرنسي يعمل على تأسيس مؤسسة فرنسية سورية في الأيام القادمة, لإعادة العلاقات الاقتصادية والثقافية, وبالتالي سيتم العمل على التراث السوري, مشيراً إلى أنه على الرغم من أن الحرب لم تنته بشكل كامل, لكننا نسير على الطريق الصحيح, مقترحاً إقامة مؤتمر في باريس في العام القادم لبحث العلاقات بين البلدين, منوّهاً بأن هذه الخطوة ستكون بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية الأوروبية, لذا إذا تم تنفيذ هذا المقترح فسيكون في أيلول أو تشرين الأول من العام القادم, الأمر الذي يعد إيجابياً كون الكثير من الشركات الفرنسية تتساءل كيف سنعيد العلاقات؟
وعن موقف سورية المتردد من موقف الجانب الفرنسي المتعاون بعد أن كان شريكاً في تدمير سورية, وفي دعم الإرهاب يقول مارياني: لو كنت مكانكم كنت فعلت الشيء ذاته, فليس من السهل إعادة العمل مع الدول المعادية, فأنا أفهم موقفكم إذ أنه ليس من الممكن أن البلد الذي دمر بلدي, هو أول بلد أتعاون معه لإعادة الإعمار, متأملاً أن يحصل تفاهم بين الجانبين كما التفاهم بين الصين وأفريقيا, معتقداً أن الشركات التي ستعود للعمل مع الشركات السورية هي ليست الشركات الكبرى لأنهم ليسوا الأكثر شجاعة في الوقت الحالي.
ومن جانب آخر أكد آندريه كوتراك, عضو في الوفد الفرنسي أيضاً, على وجود أشخاص فرنسيين حاربوا من دعم الإرهاب على سورية, داعياً الجانب السوري إلى التعاون مع الغرفة الصناعية الأولى في فرنسا وهي غرفة تجارة ليون وليس باريس, مستبشراً بنقاط للبدء بالتعاون من خلال العمل على الثقافة والتراث لتعود العلاقات الاقتصادية مع سورية خارج باريس.
ومن جانبه أكد السيدغسان قلاع رئيس اتحاد غرف التجارة السورية أن سورية تضررت بمجال الإعمار والبناء نتيجة تآمر الكثير من الدول لذا يجب أن تكون المبادرة من هذه الدول أولاً, قاصداً هنا الجانب الفرنسي لأن هم من قطعوا التعاون مع الشركات السورية, مشيراً إلى أنه لم يكن هناك أي شكل من أشكال التعاون أو التواصل مع غرفة التجارة الفرنسية خلال سنوات الأزمة, على الرغم من أنه كان هناك علاقات قوية بين غرفة التجارة السورية وغرفة تجارة باريس, وهناك اتفاقية موقعة من الطرفين ولكن بسبب الأحداث توقف ذلك, ومع ذلك أبدى السيد غسان القلاع جهوزية غرفة التجارة السورية للبدء من الصفر بشرط استعداد الطرف الثاني لذلك.
من جهته السيد أمين سرغرف تجارة دمشق محمد حمشوقال لقد توافدت الشركات الأوروبية إلى سورية للعمل بها, بالوقاحة السياسية, بما أنهم ساعدوا على دعم الإرهاب على سورية, مبدياً ترحيبه الدائم بالعلاقات الطيبة مع كل المجتمع الاقتصادي في العالم ماعدا الدول التي حاربتنا, مستبعداً من ذلك الشركات الفرنسية الصغيرة التي لم تتوقف عن العمل مع التجار السوريين, لكن موضوع إعادة التعاون مع الشركات الكبرى من أجل إعادة الإعمار فهو لا شك يحتاج إلى حلول سياسية لإعادة الإعمار ولفتح المجال أمامها, متحدثاً عن أهم حل وهو رفع العقوبات الاقتصادية على سورية, وبعد ذلك سيكون كل شيء ممكناً, مشيراً إلى أن كافة المواضيع ستبقى عالقة ريثما يصدر السيد الرئيس بشار الأسد القرار السياسي بهذا الشأن, وعليه سيتم العمل, وقد حاول السيد محمدحمشو أن يعطي أملاً في عودة العلاقات الاقتصادية بين الدولتين من خلال طرح تجربة سورية مع الأردن كمثال, مشيراً إلى أن الأردن كان بلداً سيئاً معنا خلال فترة الحرب, ولكن الكثير من الوفود الاقتصادية اللا حكومية زارت غرف التجارة والصناعة السورية قبل فتح الحدود بين البلدين, وعليه عقدت اتفاقيات حكومية مشتركة من خلال علاقات الغرف التجارية والصناعية, مقترحاً زيارة وفد من غرفة تجارة باريس إلى سورية لبحث التعاون وإزالة العوائق.
بدوره عضو مجلس الشعب بطرس مرجانة أعترض في البداية على مصطلح العقوبات الاقتصادية على سورية, واصفاً إياها بالإجراءات أحادية الجانب كونها غير شرعية ولم تأت عن طريق الأمم المتحدة, متفائلاً بالانطلاقة الجديدة التي ستكون على أرضية من الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة, مضيفاً: لن نتخلى عن مكتسباتنا التي حققناها خلال 8 سنين.
أشار تييري مارياني إلى أن هذه الزيارة هي الزيارة الخامسة له إلى سورية, على الرغم من زيارته في وقت كان الجميع يعتقد أن سورية لن تنتصر في هذه الحرب, مشيراً إلى أن هذه الزيارة هي زيارة خاصة لا تمثل الحكومة, بهدف إعادة التواصل في ميدان التجارة والثقافة.
يوسف مطر
سنمار سورية الاخباري
Discussion about this post