بقلم رون بن يشاي – معلق عسكري إسرائيلي —
الاجتماع الذي جرى مساء الإثنين بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في بروكسيل، والذي جرى تقريب موعده، يُذكر باجتماع رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت مع مسؤولي الإدارة الأميركية في واشنطن قبل قصف المفاعل في سورية [في أيلول/ سبتمبر2007]. والتقدير السائد أنه سيتحدث مع وزير الخارجية الأميركية عن الإنشاء السريع لمصانع صواريخ دقيقة في لبنان. وذلك تحضيراً لعملية إسرائيلية محتملة لإحباط مسعى إيران وحزب الله.
على ما يبدو سيعرض نتنياهو على الأميركيين الوقائع للحصول على دعمهم إذا تحركت إسرائيل – وإذا، كنتيجة لهذه العملية، قُدمت مثلاً شكوى إلى مجلس الأمن. يمكن الافتراض أن بومبيو، الذي هو من الصقور في الشأن الإيراني، سيتعهد بطرح الموضوع أمام الرئيس دونالد ترامب ومستشاره القومي جون بولتون مرفقا بتوصية تؤيد مساعدة إسرائيل في الساحة الدولية – ربما حتى قبل القيام بعمليتنا من خلال توجيه “تحذير أخير” لإيران بأن إسرائيل ستنتقل إلى “عملية حركية”. من المحتمل أن مجرد الحديث عن الزيارة (التي كان من الممكن أن تجري سراً) يشكل جزءاً من منظومة تلميحات إسرائيلية إلى لبنان وإيران – كي لا تكون هناك حاجة إلى عملية “حركية” (kinetic).
مع ذلك، يثير التوقيت مشكلة من وجهة نظر جماهيرية – إسرائيلية. إذا أمر نتنياهو بالقيام بعملية في لبنان أو في سورية أو في الإثنين معاً بعد نشر نتائج تحقيقات الشرطة في ملف 4000، فإنه سيتهم بأنه فعل ذلك لتحويل اهتمام الرأي العام في إسرائيل عن وضعه القانوني، ولتأجيل قرار المستشار القانوني للحكومة المتعلق بتقديم كتاب اتهام. وسيُتهم بأنه ضحى بمقاتلين إسرائيليين على مذبح بقائه السياسي.
في الوقت الذي تحوم التحقيقات من فوق رأسه، سيكون من الصعب على نتنياهو اتخاذ قرار في أي اتجاه لمعرفته بأنه إذا امتنع عن العمل، أو أمر الجيش بالتحرك – سيتهمه منتقدوه بأنه فعل ذلك وضحى بحياة مقاتلين إسرائيليين لاعتبارات تتعلق ببقائه السياسي. من أجل الحؤول دون هذه الانتقادات سيضطر نتنياهو إلى الحصول على موافقة قاطعة من المجلس الوزاري المصغر على كل ما سيفعله كرئيس للحكومة وكوزير للدفاع.
ذكر مكتب رئيس الحكومة، أن الاجتماع الذي سيعقد هذا المساء، تقرر في الأسبوع الماضي. وبحسب البيان، سيبحث رئيس الحكومة ووزير الخارجية الأميركي التطورات الإقليمية. ويرافق نتنياهو رئيس الموساد، ورئيس هيئة مجلس الأمن القومي، والسكرتير العسكري. لقد كان مقرراً في البداية أن يعقد الاجتماع يوم الأربعاء، ولكن بسبب جنازة رئيس الولايات المتحدة الـ41 جورج بوش الأب، تقرر تقديم موعدها.
يوم الجمعة [الماضي] اتهم السوريون إسرائيل بالقيام بهجوم في جنوب سورية. وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا استهدف الهجوم الإسرائيلي منطقة الكسوة جنوب سورية، التي تبعد 50 كيلومتراً فقط عن حدود الجولان. وادعت محطة “الحدث” التلفزيونية أن المواقع المستهدفة تابعة لميليشيات إيرانية. وفي وقت لاحق ادعوا في وكالة الأنباء السورية أن “أنظمة دفاعاتنا عملت ضد الاعتداء وأفشلته. وعلى الرغم من كثرة الأدوات المهاجمة لم تنجح في تحقيق ولو هدف واحد، لأن جميع الأهداف المعادية أُسقطت.
هذا الهجوم – وهو الأول الذي يعترف به السوريون منذ إسقاط الطائرة الروسية من قبل جيش الأسد خلال الهجوم الإسرائيلي الذي جرى في أيلول/سبتمبر الماضي – حدث بعد ساعات قليلة من هبوط طائرة بوينغ 747 تابعة لشركة طيران إيرانية بصورة استثنائية في مطار بيروت، بعد رحلة مباشرة من عاصمة إيران. وبحسب الشكوك تعمل هذه الطائرة على نقل شحنات السلاح من طهران إلى سورية.
أساس التخوف الإسرائيلي هو مصانع الصواريخ الدقيقة لحزب الله في لبنان. للولايات المتحدة نفوذ لا بأس به في لبنان، وهي تزوّد الجيش اللبناني بالسلاح. بالإضافة إلى ذلك، يتوسط الأميركيون بين إسرائيل ولبنان في الخلاف على التنقيب عن النفط في مياه البحر.
المصدر: موقع Ynet الإسرائيلي، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية
Discussion about this post