ولايتي: الدعم الإيراني سرُّ صمود سورية ومستقبل الأسد «خط أحمر»
أعلن كل من رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن حلّ الأزمة السورية يجب أن يكون سياسياً، بمشاركة روسيا وإيران.
وجاء في بيان مكتب رئيس الحكومة البريطاني، أمس، عقب اجتماعه بالرئيس الأميركي «رئيس الوزراء كاميرون والرئيس أوباما، اتفقا على ضرورة التقدم في المسار السياسي لتسوية الأزمة السورية، وإشراك روسيا وإيران فيه».
وفي شأن متصل، اعتبر علي أكبر ولايتي المستشار السياسي للمرشد الأعلى لجمهورية إيران الإسلامية أنه ما كان للحكومة السورية أن تصمد لولا الدعم الإيراني المقدم لها، وقال: «لولا الدعم الذي قدمته إيران للحكومة السورية والدفاع الإيراني عنها لكانت قد أطيح بها منذ أمد»، مشيراً إلى أن الدول الأخرى قد التحقت بهذا الدعم في الآونة الأخيرة.
ولفت المسؤول الإيراني الكبير النظر في هذه المناسبة إلى أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، حكومة شرعية منتخبة من قبل الشعب السوري، وقال: «الرئيس السوري بشار الأسد خط أحمر بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية فهو منتخب من قبل الشعب السوري»، مضيفاً أن «الشعب السوري هو فقط من يحق له تقرير مصير رئيسه ولا يحق لأي طرف خارج الحدود السورية الاختيار بالنيابة عن الشعب السوري».
وعلى صعيد التوتر الحاصل في العلاقات بين روسيا وتركيا، اعتبر ولايتي أنه من واجب إيران تسخير ما أمكن من الجهود في إزالة التوتر والحد من التصعيد بين البلدين، وقال: «تصعيد التوتر لا يجدي في المنطقة. يجب ألا ننحاز لأي طرف دون آخر، ومن واجبنا العمل على التهدئة بين البلدين، ومن غير المنصف القبول بزيادة هذا التوتر».
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أعلن في وقت سابق أن واشنطن ستكون مضطرة لاتخاذ إجراءات قاسية في حال مواصلة موسكو وطهران في دعمهما للرئيس السوري بشار الأسد.
وفي كلمة ألقاها في المنتدى «الأميركي الإسرائيلي» في واشنطن قال كيري: «إذا شكلت روسيا وإيران كتلة وسمحتا لـ الرئيس بشار الأسد بإفشال العملية السياسية ، وإذا لم يحدث هناك انتقال سياسي في سورية ، فسنكون مقيدين في خياراتنا وسنضطر إلى اتخاذ عدد من القرارات القاسية».
وأعرب الوزير الأميركي عن اعتقاده بأن واشنطن لا يمكن أن تقبل استمرار الوضع الراهن في سورية، لأنه «يمثل تهديداً لأمن الولايات المتحدة ولكل دولة أوروبية». وتابع كيري: «بالنسبة إلى أوروبا ليس هو تهديد بسبب ما حصل في باريس أو في أي مكان آخر، إنما هو تهديد لأن هذه الهجرة من دول الشرق الأوسط «قد تغير السياسة الأوروبية إلى الأبد».
وأضاف أنه «من الأهمية الحيوية أن تتحد إيران وتركيا والأردن ولبنان وروسيا والولايات المتحدة وجميع الحلفاء والائتلافات لضمان بقاء «سورية موحدة»، مشيراً إلى أن الجولة التالية من المفاوضات بشأن تسوية الأزمة السورية ستجرى في نيويورك قبل نهاية الشهر الحالي، وأضاف أن المعارضة السورية اختارت أعضاء الوفد المكلف بخوض المفاوضات، وأنها «جاهزة للجلوس إلى طاولة الحوار إلى جانب كل من روسيا وإيران اللتين وافقتا على اقتراحنا حول ضرورة الانتقال السياسي في سورية».
وتابع كيري قائلاً: «إن الهدف من هذا الانتقال هو تشكيل حكومة شاملة التمثيل خلال الأشهر الستة المقبلة، على أن يتم خلال هذه الفترة وضع دستور جديد وآليات لتنظيم انتخابات يزمع إجراؤها خلال 18 شهراً تحت إشراف دولي».
وفي السياق، أكد معارضون سوريون أن مؤتمر الرياض يهدف إلى تشكيل «وفد تفاوضي موحد ورؤية مشتركة» لكنه لن يكون بديلاً من «الائتلاف الوطني السوري».
وقال الرئيس السابق لـ «الائتلاف» أحمد الجربا في بيان إن السعودية «قبلت استضافة المؤتمر على أراضيها وتأمين الدعم اللوجستي له بحيث تجتمع غالبية أطراف الثورة السورية، بشقيها العسكري والسياسي، للتوصل إلى رؤية مشتركة حول آليات الحل السياسي ومرحلة الحكم الانتقالي»، مضيفاً أن المؤتمر سيعقد «من دون تدخل خارجي»، وبمشاركة «أوسع تمثيل ممكن لأطياف الشعب المؤمنة بحتمية الانتقال السياسي، وإن كانت تختلف حول سبل تحقيق ذلك».
واعتبر الجربا أن مشاركة الفصائل العسكرية والإسلامية «ذات الثقل والتي تؤمن بإمكانية الحل السياسي توفر لقاء متكاملاً بين العسكريين والسياسيين» بهدف الخروج «برؤية موحدة ووفد تفاوضي موحد يمثل تطلعات الشعب»، الأمر الذي «يزيل ذرائع بعض الدول والقوى العالمية حول تشرذم أطراف المعارضة وعدم وجود رؤية مشتركة».
جاء ذلك في وقت رجحت مصادر عدة في المعارضة السورية والمملكة العربية السعودية تأجيل مؤتمر المعارضة المقرر عقده في الثامن من كانون الأول، ليومين إلى العاشر من الشهر الحالي.
وأفادت المصادر بأن «الموعد كان مقرراً في الأصل في العاشر من كانون الأول، وتم التعجيل به، ولكن لم يتم الانتهاء من قوائم الحضور بعد»، وأكدت المصادر أنه تم حتى الآن الاتفاق على مئة اسم فقط من الحضور وجاري استكمال القوائم النهائية».
من جهة أخرى، انتقد رئيس تيار «قمح» المعارض السوري هيثم المناع مؤتمر الرياض واعتبر أن قائمة المدعويين «انفجارية وضعيفة» وتحّول المؤتمر إلى حقل ألغام، وتعطي بالضرورة وفداً مفاوضاً هزيلاً.
في حين أكدت وحدات حماية الشعب الكردية أنها ليست معنية بمقررات مؤتمر الرياض ولا أحد يستطيع فرض أي قرار عليها.
البناء اللبنانية
Discussion about this post