اغتال تنظيم القاعدة/النصرة يوم 21 آذار سنة 2013 الشيخ العالم محمد البوطي، واضع نحو 60 كتابا في خدمة الإسلام والمسلمين، في تفجير بمسجد الإيمان في دمشق، راح ضحيته نحو 100 مصل. بحجة أن الشيخ يقف مع النظام.
وتأثرًا بالدعاية التي تبثها القاعدة، فجر الإرهابيون مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري سنة 2007. كما فجروا العديد من المراقد والحسينيات والأسواق الشعبية وصالات الأفراح وبيوت العزاء والمعسكرات الشيعية، وخاصة معسكر سبايكر في حزيران 2014 الذي راح ضحيته 1907 عراقيين من طلاب القوى الجوية.
وفجر الارهابيون في مصر وحرقوا عشرات الكنائس ومنازل الأقباط الذين أوصانا نبينا بهم خيرا، وقتلوا العديد منهم.
وفجر خوارج العصر 3 فنادق في عمان سنة 2005 فصرعوا 68 اردنيا كانوا يقيمون 3 اعراس لإعمار الأرض التي أمرنا رب العزة ان نعمرها.
لم يرتكب المسلمون هذه المذابح المريعة. لا بل ان سخط المسلمين على طغمة الارهابيين فاقت سخط غيرهم من الاقوام.
اذا كان مرتكب أية مجزرة في العالم، عضوا في تنظيم، تكون الأخطار غير محدودة. غير ذلك تكون جريمته فردية معزولة محدودة. وفي حالة الوحش مقارف مذبحة مسجديْ نيوزيلاندا، فإن من المبكر الوصول إلى حكم بخصوصه، هل هو في تنظيم ارهابي، ام هو مجرم وحش منفلت من مسار مجتمع مدني علماني، كالمجتمع الاسترالي.
وكي نظل محافظين على النزاهة والإنصاف والشرف، فيجدر ان نسجل ان الغرب المسيحي، فتح للمسلمين أبواب الهجرة والعمل والأمن والتعليم والصحة، ووفر لنا ممارسة شعائرنا الدينية بكل حرية واطمئنان وبلا تمييز او ضغوط.
لاحظنا ان من ابنائنا من حاول ان يحرف المسار ويصنف هذه المذبحة البالغة الوحشية، فيكيفها بانها حرب دينية، متكئًا على الرموز البالية ومستحضرا الحروب التي خلعها العالم وطرحها خلف ظهره، في انحياز إلى قيم الحياة والمساواة والأخوة الانسانية ووحدة بني البشر في وجه الحروب والاوبئة والأمراض والفقر والمجاعات وانتهاكات حقوق الانسان، سواء اكانت من الانظمة الفاسدة المستبدة، او كانت على
شكل احتلال واقتلاع ومذابح كما هو حال الغزوة الصهيونية لبلادنا فلسطين.
لن يتمكن أحد من طمس الدين الاسلامي او الهيمنة عليه. استعمر الفرنسيون المغرب العربي وسوريا ولبنان، ولم يحاولوا حتى الاقتراب من دين المسلمين فيها.
واستعمر الإنجليز الأردن نصف قرن من الزمان ولم يقتربوا من الإسلام. واستعمروا فلسطين والعراق ومصر والسودان والخليج العربي، ولم نسمع انهم عملوا على تغيير الدين.
واحتلت إسرائيل ولا تزال، العديد من المدن العربية الفلسطينية، منذ 71 سنة، وظل المسلمون مسلمين. والمسيحيون مسيحيين. واليهود يهودا.
تديين جنون الأفراد والعصابات ضد العقل والدين والعدل.
محمد داودية – الدستور الأردنية
Discussion about this post