الموقف الاوروبي الرافض لصفقة القرن وقرارات ترامب بشأن القدس والجولان، وتشكيل لوبي اوروبي من وزراء ومسؤولين سابقين للعمل على افشال المشروع الامريكي التصفوي للقضية الفلسطينية والحقوق العربية المسمى بـ»صفقة القرن»، يمكن ان يشكل اساسا لانطلاق تسونامي سياسي ودبلوماسي فلسطيني عربي ممنهج ومنسق، يجتاح كل اوروبا ودول العالم اجمع لحشد التأييد للحقوق الفلسطينية والعربية، وخلق جبهة عالمية عريضة رافضة ومعارضة لصفقة ترامب التصفوية وافشالها وهي في مهدها.
التحرك الفلسطيني العربي المشترك يمكن ان يبدأ فورا، من خلال تشكيل لجنة عربية مشتركة، تضم فلسطين والاردن ومصر والسعودية والمغرب، في اطار جامعة الدول العربية، وتقوم بزيارات لدول اوروبا وروسيا والصين واليابان وكندا ودول العالم الاخرى، لشرح المخاطر والابعاد الكارثية المترتبة على صفقة القرن وقرارات الرئيس الامريكي ترامب، وما سينجم عنها من مخاطر يمكن ان تلحق بدول منطقة الشرق الاوسط والعالم اجمع، وضرورة التوصل الى توافق وموقف عالمي يرفض بالاجماع تلك الصفقة وذلك المشروع المدمر.
وربما يكون من المفيد ان يتم تخصيص حراك فلسطيني عربي، للعمل على مستوى الولايات المتحدة بشكل خاص، والعمل على ايجاد لوبي امريكي، شبيه بالتجمع الذي تشكل في دول اوروبا اخيرا (37 وزيرا ومسؤولا سابقا) حتى الان، يعارض صفقة القرن وتوجهات الرئيس ترامب لانقاذ امريكا اولا، والعالم ثانيا من سياساته الصدامية وغير المدروسة وغير المسؤولة، التي تتناقض تماما مع مباديء الشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن الدولي والامم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية، وتتعارض مع القوانين الدولية ومباديء حقوق الانسان، ومع السياسات والتوجهات الامريكية المعروفة عالميا وشرق اوسطيا، على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
البناء على المبادرة الاوروبية الايجابية جدا، في تشكيل مجموعات ولوبيات مؤلفة من وزراء ومسؤولين كبار سابقين، على مستوى العالم لمقاومة الصفقة الترامبية، التدميرية والتصفوية والكارثية على الامة العربية والمنطقة والعالم، والنجاح في تشكيل جبهة دولية على هذا المستوى، تحمل نفس الافكار، وتسعى الى تحقيق نفس الاهداف، يعني انقاذ النظام العالمي برمته من تلف محقق يتهدده بسبب سلوك الرئيس الامريكي، وتخليص المنطقة العربية والاقليم عموما من دمار يلاحقه بفعل السياسات الامريكية والاسرائيلية، وانتزاع القضية الفلسطينية من بين انياب اليمين الصهيوني المتطرف.
التحرك العربي الجماعي الذي يعبر عن موقف موحد، سوف يلقى تجاوبا واسعا على المستوى العالمي، كما سيحقق نجاحا كبيرا في مسعاه، ويوجه ضربة قاضية عربية عالمية مشتركة للصفقة المشؤومة .
مقاومة المشروع الصهيو-امريكي المشترك -الصفقة-، ليس بالضرورة ان تقتصر على الحراك السياسي والدبلوماسي فقط، بل يمكن ان تشمل نشاطات اخرى عالمية متعددة مشتركة بين عدة دول، اجتماعية ورياضية وفنية وثقافية وبيئية وغيرها، كلٌ يتفاعل ويضغط في مجاله في اوقات ومواعيد متزامنة متفق عليها بين دول العالم، وبذلك يتم تدويل الموقف العربي الرسمي والشعبي من صفقة القرن، من خلال بناء موقف دولي مماثل.
كمال زكارنة – الدستور الأردنية