يخوض مانشستر سيتي حامل اللقب الأربعاء أصعب وأكبر اختبار في المباريات المتبقية له برحلة الدفاع عن لقبه هذا الموسم في إطار الصراع المحتدم على صدارة ولقب الدوري الإنكليزي لكرة القدم، عندما يلتقي جاره ومنافسه العنيد مانشستر يونايتد في المباراة المؤجلة بينهما من المرحلة الحادية والثلاثين للمسابقة.
لندن- ستكون بطولة إنكلترا على موعد مع مواجهة ستحدد بشكل كبير وجهة اللقب، عندما يحل مانشستر سيتي ضيفا على جاره اللدود مانشستر يونايتد في مباراة مؤجلة. وذلك بعد أن حسم يوفنتوس وباريس سان جرمان لقبي إيطاليا وفرنسا تواليا ومع اقتراب برشلونة من تتويجه بطلا في إسبانيا للمرة الثامنة منذ 2009.
وعلى غرار الدوري الألماني الذي يتصدره بايرن ميونيخ بفارق نقطة عن غريمه بوروسيا دورتموند قبل 6 مراحل على ختام الموسم، من المرجح أن يبقى التنافس قائما في إنكلترا بين سيتي وليفربول حتى المتر الأخير.
وفي ظل تصدر ليفربول للترتيب بفارق نقطتين عن سيتي، يدرك فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا أن مباراة الأربعاء في “أولد ترافورد” والمؤجلة من المرحلة الـ31، ستكون مفتاح الـ”سيتيزينس” للاحتفاظ بلقب الدوري الممتاز الذي سيشكل أفضل تعويض عن خيبة الخروج من الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا على يد الغريم المحلي توتنهام.
وسيكون جمهور ليفربول أمام واقع لم يعتقد بأنه قد يجد نفسه فيه، وهو مساندة الغريم التقليدي يونايتد، على أمل أن ينجح الأخير في إسقاط سيتي ما سيعزز حظوظ فريق “الحمر” في إحراز اللقب للمرة الأولى منذ 1990. وعكس لاعب سيتي السابق وليفربول الحالي جيمس ميلنر التناقض بين المشاعر ورغبة الفوز باللقب، حين قال إنه سيشجع الغريم الشمالي يونايتد للمرة الأولى في حياته.
وردا على سؤال للاعب الذي دافع خلال مسيرته عن ألوان أندية غريمة ليونايتد، هي ليدز ومانشستر سيتي وليفربول، عما إذا كان سيشجع فريق “الشياطين الحمر” الأربعاء، قال ميلنر (33 عاما) “ستكون المرة الأولى في حياتي”، مؤكدا في الوقت ذاته “لن أشاهد المباراة”. وأضاف “لا يمكنني القيام بشيء حيالها. ربما سأضع هاتفي بعيدا عني لبضع ساعات وأتفقد النتيجة لاحقا (…) ربما أخرج لشراء الطعام”.
وتابع “علينا الفوز في مبارياتنا المتبقية (…) إذا قمنا بذلك ولم يكن الأمر جيدا بما يكفي (لإحراز اللقب)، حينها سيكون علينا أن نرفع أيدينا ونهنئ سيتي. هم فريق ممتاز، وقاموا بذلك (الفوز باللقب) سابقا”. وشدد على أنه “من المحبط أن نفكر بأننا قد ننهي الموسم مع خسارة واحدة فقط، وأن ذلك قد لا يكون كافيا لإحراز اللقب. كل ما يمكننا القيام به هو الفوز بمبارياتنا المتبقية ووضعهم (لاعبو سيتي) تحت الضغط”.
أهمية بالغة
لكن المستوى الذي يقدمه يونايتد في الآونة الأخيرة لا يدعو إلى التفاؤل ولا يوحي بأن رجال المدرب النرويجي أولي غونار سولسكاير قادرون على الوقوف بوجه سيتي، وذلك لأن “الشياطين الحمر” قادمون من هزيمة مذلة الأحد في الدوري على يد إيفرتون (0-4)، هي السادسة لهم في آخر 8 مباريات ضمن جميع المسابقات.
وترتدي مواجهة الأربعاء أهمية بالغة ليونايتد ليس لأنها مباراة ديربي وحسب، بل لأنها ستعزز حظوظه بالمشاركة في دوري أبطال أوروبا، المسابقة التي ودعها هذا الموسم من ربع النهائي بخسارته ذهابا وإيابا أمام برشلونة 0-1 و0-3.
ويحتل يونايتد حاليا المركز السادس بفارق ثلاث نقاط عن تشيلسي صاحب المركز الرابع الأخير المؤهل إلى دوري الأبطال، ما يعطي مباراة اليوم الأربعاء أهمية بالغة لرجال سولسكاير الذين ينافسون ثلاثي لندن على بطاقتي المركزين الثالث والرابع، بما أن توتنهام يحتل المركز الثالث بفارق الأهداف أمام تشيلسي، وأرسنال الخامس بفارق نقطة مع مباراة مؤجلة من المرحلة الـ31 يخوضها الأربعاء أيضا في ضيافة وولفرهامبتون.
مصلحة الخصم
رأى سولسكاير بعد خسارة الأحد أمام إيفرتون “ضد سيتي على أولد ترافورد الأربعاء، إنه (الديربي) أكبر حافز يمكن أن نحصل عليه. أولد ترافورد في أرضنا، أمام مشجعينا الرائعين الذين لا يتذمرون من اللاعبين، مع أنه يحق لهم ذلك، لكنهم كانوا مساندين لنا وأنا متأكد من أنهم سيفعلون ذلك مرة أخرى الأربعاء”.
المعضلة أمام جمهور يونايتد أن فوز فريقهم على جاره أو حتى إجباره على الاكتفاء بالتعادل، سيمهد الطريق أمام الغريم ليفربول الذي سيصبح على بعد ثلاث مباريات فقط من الفوز بلقبه الأول منذ 29 عاما.
فريق أرسنال يحل ضيفا على وولفرهامبتون، وهو يتطلع إلى استعادة الانتصارات بعد الهزيمة أمام كريستال بالاس
ويدرك غوارديولا أهمية المباراة ضد يونايتد الذي خسر ذهابا على ملعب “الاتحاد” بنتيجة 1-3 كما خسر أيضا مباراته الأخيرة على أرضه ضد جاره 1-2 في ديسمبر 2017. وأقر المدرب الإسباني الذي أحرز هذا الموسم لقبي درع المجتمع وكأس الرابطة ووصل إلى نهائي كأس إنكلترا لمواجهة واتفورد في 18 مايو، بأن “مع فريق مثل ليفربول الحالي، يعلم فريقنا أين ستؤول الأمور في حال خسارتنا. ليفربول فريق كبير… في نصف نهائي دوري الأبطال مجددا، إنه فريق قوي جدا”.
وفي حال نجح سيتي الأربعاء في تحقيق فوزه الحادي عشر تواليا في الدوري، سيصبح الطريق ممهدا أمامه ليكون أول فريق يحتفظ باللقب منذ 2009 حين توج الجار يونايتد باللقب للموسم الثالث تواليا، لكن في ظل المباريات الثلاث المتبقية له ضد بيرنلي، ليستر سيتي وبرايتون.
ومن المؤكد أن غوارديولا كان يمني النفس بالدخول إلى المباراة وفريقه لا يزال في دائرة الصراع على رباعية تاريخية، إلا أن توتنهام حرمه من ذلك بإخراجه من ربع نهائي دوري الأبطال بعد الفوز عليه ذهابا 1-0 والخسارة أمامه إيابا 3-4.