هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران بـ»تلقي رد كاسح»، في حال وجهت أي
ضربة ضد «أيّ شيء أميركي»، منتقداً تصريح طهران تجاه العقوبات الأميركية
المفروضة عليها مؤخراً.
وكتب ترامب على صفحته في تويتر: «بيان إيران الذي ينطوي على جهل شديد
وإهانة، والذي صدر اليوم، إنما يظهر فحسب أنهم لا يدركون الواقع. أي هجوم
من إيران على أي شيء أميركي سيقابل بقوة كبيرة وكاسحة. في بعض المجالات
كاسحة تعني المحو».
بولتون
فيما قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إنه «ينبغي على إيران التوقف عن سعيها لامتلاك الأسلحة النووية».
وذكر أنّ «واشنطن تعتقد أنّ العقوبات والضغط على إيران سيجرها إلى
طاولة المفاوضات»، معتبراً أن «على روسيا الشعور بقلق مماثل لقلق الولايات
المتحدة من انتشار السلاح النووي».
هانت
بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، أمس، إنه «لا يتوقع أن تطلب الولايات المتحدة، من بلاده الدخول في حرب مع إيران».
وأضاف أمام البرلمان: «الولايات المتحدة هي حليفنا الأقرب ونتحدث إليها
طوال الوقت، وننظر بعناية في أي طلب منها، لكن لا يمكنني تصوّر أنها ستطلب
أو أننا سنوافق على أي تحركات للدخول في حرب».
وتابع هانت، المرشح لخلافة تيريزا ماي في رئاسة الحكومة البريطانية:
«الرسالة التي نبعث بها لشركائنا في الاتحاد الأوروبي، خاصة الفرنسيين
والألمان، هي أن هذا أسبوع حاسم بالنسبة لبرنامج إيران النووي، ومن المهم
للغاية أن يلتزموا بذلك الاتفاق التزاماً تاماً».
بيرس
أمّا المندوبة البريطانية في مجلس الأمن كارين بيرس، فأكدت أن بلادها «تدعم التهدئة في الخليج وتطلب ضبط النفس من الجميع».
لو دريان
من جهته، حذّر وزير الخارجية الفرنسي إيران، أمس، من أن «انتهاك
الاتفاق النووي سيكون خطأ خطيراً، وأن فرنسا وبريطانيا وألمانيا تعمل على
ضمان فهم طهران بأنه ليست في صالحها».
وقال جان إيف لو دريان «الانتهاك الايراني سيكون خطأ جسيماً ورد فعل سيء على الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة».
وأضاف أن «فرنسا وألمانيا وبريطانيا تمّت تعبئتها تعمل لإخبار إيران
بأنه ليس في مصلحتها أن تخرق التزاماتها النووية وأن الأوروبيين كانوا
يعملون سوياً لتهدئة الوضع».
لافروف
بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «العقوبات
الأميركية على القيادات الإيرانية، تشير إلى أن الأوضاع تسير نحو سيناريو
خطير».
ولفت لافروف، إلى أنه «لا يمكن أن تتم التسوية بين إيران ودول الخليج
إلا عبر الحوار»، مشيراً إلى أن «هناك اتصالات مستمرة بين موسكو وواشنطن
حول إيران بما فيها في إطار الأمم المتحدة».
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي، أمس، مع نظيره وزير خارجية جزر المالديف
إنه «بدا جلياً في محادثات أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف
ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في إسرائيل مؤخراً، أن هناك
تركيزاً من الجانب الأميركي على أن إيران هي سبب جميع مشاكل المنطقة، وهناك
جنوح أميركي لتوسيع مفهوم الإرهاب لينطلي على دولة بأكملها. وهذا الأمر
منافٍ حتى لما ينص عليه الدستور الأميركي».
وأضاف لافروف تعليقاً على «أدلة واشنطن» في مجلس الأمن الدولي أمس،
بشأن الهجوم على ناقلات النفط، «نحن ضدّ اتهام أحدهم على نحو أحادي وشامل،
والصور المقدّمة من قبل واشنطن مشبوهة، والخبراء أنفسهم يتحدّثون عن عدم
كفايتها»، داعياً إلى «تحقيق موضوعي ودقيق في هذا الشأن».
وأضاف لافروف «نحن قلقون مما يجري في المنطقة، فشخصنة واشنطن للعقوبات
مؤخراً يبعث لنا بعلامات وإشارات مقلقة، بأن سيناريو الأحداث قد يتخذ منحى
عام 2003 حينما ظهر كولن باول وزير الخارجية الأميركية الأسبق ، وتمّ فرض
عقوبات ضد شخصيات عراقية بينها الرئيس الراحل صدام حسين. واليوم وبعد
انقضاء 16 عاماً، عليكم تقييم ما وصل إليه العراق من مستويات ديمقراطية».
ولفت لافروف إلى أن «روسيا لديها مبادرة معروفة تتعلّق بالمساعدة في
إقامة الحوار في منطقة الخليج بمشاركة إيران والسعودية وغيرها»، مشدّداً
على أنه «يجب الكف عن الاعتقاد بأن العلاقات بين إيران ودول منطقة الخليج
يمكن تسويتها بطرق غير الحوار والشفافية المطلقة».
نيبينزيا
كذلك، اعتبر مندوب روسيا لدى مجلس الأمن الدولي فاسيلي
نيبينزيا، خلال ردّه على سؤال حول تجديد العقوبات على إيران، أنّ «على
الجميع أن يتذكّر من بدأ هذا، ولا يمكن طلب التفاوض من شخص تضع السكين على
رقبته».
ريابكوف
فيما وصف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف العقوبات الأميركية الجديدة ضد إيران بأنها «إجراءات غير مسبوقة».
وقال ريابكوف: «تظهر هذه الإجراءات الجديدة غير المسبوقة ما تمثله
التصريحات الأميركية عن الاهتمام بالحوار مع إيران. أي أنها تبطل بشكل
أساسي كل الإشارات المتكررة باستمرار بأن واشنطن منفتحة ومستعدة للحوار».
وأضاف: «لا يمكن إجراء الحوار تحت تهديد السلاح بالمعنيين الحرفي والمجازي».
وكانت وزارة الخارجية الروسية، قد قالت إن واشنطن «تهدم الجسور» في ما يتعلق بالوضع حول إيران.
وأضافت الوزارة في بيانها: «بعد إسقاط الطائرة المسيرة، الذي أثار ضجة،
أعلنت الولايات المتحدة عن فرض عقوبات شخصية على المرشد الأعلى للجمهورية
الإسلامية، علي خامنئي، وعلى عسكريين إيرانيين كبار. يبدو أن واشنطن تهدم
الجسور – على الرغم من تأكيداتها بالالتزام بالحوار مع إيران».
وأشارت الخارجية الروسية، إلى أن «واشنطن تخيّلت أنها الطرف الذي يقرّر
مصير العالم، وانطلاقاً من ذلك أخذت تتبع سياسة عدوانية بشكل متزايد
وتحاول معاقبة كل من يرفض الإملاءات الأميركية».