الفارس الذي ينتصر على الجحيم لم يقتلع لقب الفروسية من أفواه النيران وأعناق أعاصير الفتن الصحراوية من أجل منازلة المجسمات والفرار أمام فيالق الأوهام .ففي سورية فرسان أتقنت فنون إحياء الأرواح المهزومة قبل قتالها و أن تمتزج مع السلاح فكرا تعمد بالمقاومة فالحرب في سورية حرب إحياء العقول وهي رميم و الفكر الذي لجم سعير الأعراب الأشد كفرا ونفاقا هو نفسه الفكر الذي عمل وسوف يعمل على ترميم العقول المدمرة وبث الحياة في القلوب المحنطة طائفياً ..إن كلمات لا تنفح الصور في أغوار الصمت و لا تسعى كالضوء في ظلمة الأنفس لن توحي إلى العقول بالحقيقة ولن تعرج بها إلى منصات الشمس كي ترى رجلا لم يلده التاريخ سابقا بل جاء مسبقا مع صنع الإله لعشقه الأبدي إن مراصد العقل تنبئ بأن مجيء الأسد في هكذا زمن ليس عبثا لأن قائدا حاربه أعداؤه ومن جهله بأقذر الحروب النفسية والفكرية لم يخضع لانفعال ولم يستشر غضبه في مواجهة موجات الضياع التي ضربت عقول بعض من شعبه بل كان ذا صدر وسعه السماوات والأرض استوى فيه العقل على عرش القلب كما قلب يسوعي فإن شئت أيها العابر بين جحافل التشويش والكذب فلتكفر وإن شئت فلتؤمن فإن لدى المقاومون قائد برتبة أمة و وحدها الوقائع تقلده الشمس والكواكب أوسمة على صدره ..الرئيس الأسد ليس له أعداء سوى الجهلة والخبثاء ولا يوجد ثمة عقل مطهر من الرجس يستطيع أن يحاكم الأسد بتهمة فكرية بل هو يحمل السلاح ويقترن مع فرق نجومه وسرايا ملائكته التي تدعى الجيش العربي السوري .فما من عربي ومسلم أعلن عداءه للأسد إلا واكتشف نفسه في صف واحد مع اليهودي والأعرابي وهذا يكفي للعاقل كي يعلم من هو الأسد..
فما من محارب محق شهر سيفه في وجه الحق.. تحسسوا سيوفكم التي هزمتها معتقداتكم وليس الأسد فإن الأسد لم يهزم جزءا من شعبه بل أنجاهم من معتقداتهم التي زرعت في أنفسهم..
بعض الأصوات طالبت الرئيس الأسد بالقيام بدور مجلس الشعب وقد تجاوز هذا البعض وجود الأصوات الوطنية والمتبصرة في المجلس وأحالوا المجلس للفناء في مواجهة سقطات الوزارات وكان هذا دليل للتصويب المتعمد ضد شخص الأسد فقد خاطبوه باتهامات مباشرة عن مسؤوليته بما قررته وزارة الأوقاف قبل تفعيله وكأن الإسلام السياسي سوف ينهض من أقبية وزارة الاوقاف بقيادة الرئيس الأسد الذي يحاربه العالم اليوم لأنه لم يشرك الأخونجيين في الحكم لأن إيلاجهم في الحكم يعني البدائل عن حرب الثماني سنوات لمحو المقاومة من قلب سورية فقد رفض الأسد العرض التركي وهو ما يتضمن إشراك الإخوان في حكم سوريا وهذه من أحدى أسباب حقد أردوغان الشخصي ضد الأسد وبهذا تكون رؤية من اتهم الأسد بمساعدة الإسلام السياسي للسيطرة على البلاد رؤية خاضعة للانفعال وليس للواقع والعقل وبالفعل تم حل الجزء الأكبر من المشكلة المتعلقة بمواد المرسوم (16) عبر مجلس الشعب دون تدخل الرئيس الأسد بل بتدخل المجلس الذي أسقطوا دوره ليكون توقيع الأسد من بعدها وليكمل انتصاره للسوريين جميعا دون استثناء ..
فما حدث من قبل تلك الأصوات كان بسبب انحسار المسافات الفكرية فقد انتفى النقد الحقيقي لتصبح الآراء عاجزة عن معرفة ما يجري ونحن في السنة الثامنة من الحرب وهناك من ندرك في كلماته بأنه لا يعلم لماذا يتعرض الرئيس الأسد لهذه الحرب..
قد يتبع جزء من الشعب قناعات ذاتية من خارج فضاء العقل لا يجسدها شخص القائد وهنا يظن هذا الجزء البسيط من الشعب أن القائد من يخالف توجهاتهم بينما الحقيقة هم لا يشاهدون سوى ما يريدون مشاهدته عندها يسقط الانتصار الفكري لهذا الجمع فإن المسير مع القادة دون التفكر التقي لن يحقق للقائد البيئة السليمة فكريا كما أنه من المحال أن يحقق أي مجتمع انتصارا دون وعي عظيم لقائده ولهذا وجب للعاقل أن يأخذ هذه الحقيقة في الحسبان خاصة عندما يخاطب قائدا سيدا وليس قائدا من ورق ولا هو بقائد موظف لدى أطماعه أو أعدائه أو حلفائه إذ أن السبب الأعظم في حجم الحرب اللامعقول على سورية هو استقلال قرارها السياسي والوجودي .
وعليه إن المناصر هو من يناصر قائدا محقا لأن الحق يحتاج لشريعة العقل والقائد المحق يحتاج إلى العقول التي تعمل على بناء الأمة لا إلى مناصر يوالي فكره دون أن يبصر ويعرف فكر قائده ورسالته فلا عاقل يريد أن يتبعه طوفان من العميان بل أمة مبصرة متنورة كي يستمد قوته منها ويسمو عرشه على أبراج أفكارها في مواجهة الشر العالمي فهناك فالق عظيم بين لغة العقل وضعف العاطفة فما قتل أمم الشرق فكريا سوى إتباع القادة بحسب الميول المزاجية وليس العقلية..
الانتقاد فن علمي مدروس بعناية فائقة ويطرح نظريات قيام الأمة أما عندما يتحول الانتقاد الموجه إلى قائد سيد ومنقذ كما لو إنها اتهامات فهنا وجب التصويب نحو كيفية معالجة القضايا ولا نريد لبنة سورية حيث الديمقراطية الكاذبة التي تنال من الرموز الوطنية بطريقة التسخيف فنحن نريد بناء أمة وأعمدة ناسوتية وليس مسرحا ساخرا ومهرجين ..
إنني لن أستطع أن أجذب العقول التي طمست بالمزاج بعظيم الكلمات فلا تحف الحروف ولا الشموس الدائرة في أفلاك الكلمات قادرة على إرشاد العميان إلى الحقيقة..
يابن أمتي :
في منطقة يحكمها العبيد الأثرياء والمنافقون أولئك الذين يغادرون القاعات في حضرة زعماء الإجرام العالمي من اليهود والامريكان إلا أن قواعدهم وسفاراتهم تتجذر في أعماق هؤلاء وكياناتهم و لا تغادر .. في منطقة قد قرن الجهل مصيرها مع السقوط سوف أكون أول من يشهر إلحاده بأرباب هذا الإقليم الذين لم يحرقوا جناح ذبابة فوق حيفا وتل أبيب وأحرقوا اليمن والعراق وسورية وليبيا وفلسطين ولسوف أكفر أيضا بأنصاف الأقزام وأعلن إيماني بالذي جاء كي يحارب خونة السماء والأرض ولسوف أخلص في تقديسه كما أخلص الحواريون في تقديس المسيح ففي قلب هذه المنطقة الغارقة في العار والغباء لايريدون قائدا سيدا بل عبيدا يدفعون إليهم بالمليارات لقاء بقاء أنظمتهم .
يامن أحمد
Discussion about this post