منذ أكثر من شهر أضاف قادة كيان الاحتلال العراق إلى لائحة الدول التي تضم إيران وسورية ولبنان التي يهددون بضرب مواقع السلاح المقاوم فيها، ومن على منبر نيويورك جدّد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التهديد للعراق من ضمن لائحة الاستهدافات الإسرائيلية. وليست صدفة أن يأتي هذا التهديد بالتزامن مع القرار الروسي بنشر منظومة صواريخ الـ«أس 300» وتسليمها للجيش السوري، ولا من باب الصدفة أن يأتي هذا مع إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن الأمر انتهى، والصواريخ الدقيقة باتت بيد المقاومة، وجاءت الصور التي لوّح بها نتنياهو لما وصفها نتنياهو مواقع الصواريخ قرب مطار بيروت أقرب للمهزلة التي جعلت بعد جولة السفراء المعتمدين في لبنان عليها، من نتنياهو مصدراً للسخرية.
– يجمع قادة كيان الاحتلال على أن الزمن اللازم لترميم الثغرة التي أصابت حركة سلاح الجو الإسرائيلي جراء الخطوة الروسية في سورية التي مكنت الجيش السوري من امتلاك ما يشكل إخلالاً بموازين القوى كما يقول القادة العسكريون الروس، هو بالشهور وليس بالأسابيع على الأقل، سواء كان الترميم كما يحاول نتنياهو الإيحاء عبر ترميم العلاقة الروسية الإسرائيلية وإيجاد قواعد اشتباك جديد تمنح إسرائيل هامشاً جديداً للحركة، رغم ضعف هذا الاحتمال، أو عبر تشغيل طائرات أميركية حديثة معدلة للتعامل مع شبكات الـ»أس 300»، مثل الـ»إف 35» أو الطائرة الشبح، وقد قال الأميركيون إنها تحتاج إلى تعديلات لتصبح جاهزة ويحتاج جيش الاحتلال إلى زمن بالشهور أيضاً ليصير جاهزاً للاعتماد عليها، واختبار درجة فاعليتها.
– يجمع قادة كيان الاحتلال أيضاً على أن معادلات الردع التي تحكم العلاقة بالجبهة الشمالية مع لبنان، في ظل تزايد القدرات النوعية التي تملكها المقاومة، والتي تجهل «إسرائيل» ما إذا كانت منظومات الدفاع الجوي من ضمنها، كافية لجعل أي مغامرة بعمل عسكري تكتيكي مشروع حرب قد لا تجد «إسرائيل» طريقاً للخروج منها، كما يجمع قادة كيان الاحتلال ان مجرد الإقرار بأن ملاحقة تزوّد المقاومة بالمزيد من الأسلحة النوعية يتمّ فقط خارج لبنان، هو اعتراف بالقلق الإسرائيلي المتعاظم من التقرب من لبنان ومقاومته بأي استفزاز غير مضمون النتائج.
– بالمقابل يجمع قادة الاحتلال على أن بقاء جيش الاحتلال في حالة صمت حربي لشهور مقبلة على الأقل سيكون بمثابة هزيمة في حرب لم تقع، وأن صورة الدرع التي يدّعي جيش الاحتلال أنه يملكها ستكون موضوع اهتزاز، وأن الزمن الذي يصمت فيه جيش الإحتلال سيعني رفع وتيرة التجهيز والاستعداد التي تقوم بها قوى المقاومة من دون توقف، كما سيعني إقامة بنى تحتية أكثر فاعلية لمنظومات تقنية جديدة، وأن استئناف حرب الاستنزاف المعنوية والمادية ضد قوى المقاومة هي حاجة إسرائيلية معنوية بمثل ما هي حاجة عسكرية لوجستية.
– يقدّم نتنياهو في خطابه الأخير للمرة الأولى جواباً غامضاً حول الكيفية التي ستمنع فيها «إسرائيل» قوى المقاومة من مواصلة رفع درجة جهوزيتها ومراكمتها للمزيد من السلاح النوعي، خلافاً لما كان يفعل في الماضي فيقول إن جيشه سيواصل ملاحقة شحنات السلاح الإيراني إلى حزب الله عبر سورية، فللمرة الأولى رغم أنه تحدّث أمس من الجولان، ترك كلامه التهديدي عاماً فقال، «هناك محاولات مستمرة من قبل إيران وحزب الله لتشكيل قوة ستعمل ضد الجولان والجليل، سنحبط ذلك وطالما كان الأمر منوطاً به سنواصل إحباط ذلك».
– نتنياهو يتناغم مع ما تنشره صحف إسرائيلية وتمهد له بالحديث عن عبور أسلحة إيرانية نوعية إلى العراق، تمهيداً لنقلها إلى لبنان، كمقدّمة لعمل عدواني يستهدف قوى المقاومة في العراق.
ناصر قنديل ـ البناء
Discussion about this post