حذر الرئيس ترامب العاهل السعودي الملك سلمان من أنه لن يبقى في السلطة "لأسبوعين" دون دعم الجيش الأمريكي، وطلب منه "مكافأة" على خدماته. وفي تصريح يخالف أبسط الأعراف الدبلوماسية، قال ترامب أمام تجمع انتخابي في ولاية ميسيسبي وسط الولايات المتحدة قبل أمس الثلاثاء: "نحن نحمي السعودية. ستقولون إنهم أغنياء. وأنا أحب الملك، الملك سلمان. لكني قلت له "أيها الملك، نحن نحميك، ربما لا تتمكن من البقاء لأسبوعين من دوننا، وعليك أن تدفع لجيشك". ولم يذكر ترامب متى قال ذلك للعاهل السعودي، وحسبما كشف ترامب السبت الماضي عن اتصال هاتفي أجراه مع العاهل السعودي مؤخرا، فإن تصريحه أمس يتسق بشكل لافت مع فحوى تلك المكالمة.
إلى ذلك، نقلت وكالة رويترز عن مقربين من الإعلامي السعودي المعارض جمال خاشقجي، قولهم إن الأخير اختفى (أول) أمس بعد دخوله مقر قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول بتركيا. وقال أحد أصدقائه لرويترز: "خاشقجي لم يخرج من القنصلية لأكثر من سبع ساعات ونصف بعدما دخلها لتوثيق طلاقه حتى يتسنى له الزواج مرة أخرى". وأوضحت خطيبة خاشقجي أن خطيبها "دخل إلى مبنى السفارة في الساعة الواحدة ظهرا، للحصول على أوراق رسمية خاصة به ولم يخرج من مبنى السفارة"، مشيرة إلى أن موظفي السفارة أبلغوها بأنه غادرها. وتابعت أنها اتصلت بالشرطة عندما لم يظهر مرة أخرى، مضيفة "لا أعلم ما يحدث.
وأعلنت الرئاسة التركية أن خاشقجي، لا يزال داخل قنصلية السعودية في إسطنبول، بينما جددت المملكة نفيها لأي تورط في اختفاء الإعلامي. من جانبه، أعرب المكتب الإعلامي للأمين العام للأمم المتحدة، عن أمله في أن يتم العثور على خاشقجي بأسرع وقت وأن يكون آمنا.
وعنونت القدس العربي: أنقرة ترفع الإجراءات الأمنية وتكذب رواية الرياض: جمال خاشقجي ما زال في القنصلية السعودية في إسطنبول. ورأت افتتاحية الصحيفة، أنّ الأمر المحيّر، أن أغلب من طالتهم الاعتقالات، كانوا، إضافة إلى كونهم من أصحاب الآراء البناءة والعلم والثقافة، حتى وقت قريب، في خدمة الدولة التي تقوم حاليّا باعتقالهم وتوجيه التهم السخيفة إليهم.. ويطرح اختفاء خاشقجي وعدم خروجه من قنصلية بلاده في إسطنبول «تطويرا» مذهلا على أداء السلطات السعودية في التعامل مع الاختلاف في الرأي، الذي كان دائما، في حالة خاشقجي، أقرب للنصيحة لحكام المملكة، فالاختفاء جرى جهارا نهارا وعلى عيون الأشهاد، وإذا كان طول خدمة خاشقجي للدولة السعودية وحكامها لم يكن كافياً لاستثنائه من البطش، ولا ليبراليته ورجاحة آرائه الفكرية والسياسية، فالأولى بمقرّري شؤون الحياة والموت في المملكة كان أن يراعوا أنه جاء إلى سفارة بلاده برجليه في قضية عائلية، وأن الواقعة تجري في تركيا، وأنه اختار المنفى الطوعي إلى آخر ما هنالك من ضرورات لتعقّل السلطات السياسية والأمنية… وختمت الصحيفة: تتدهور خطط الإصلاح الاستراتيجية للأمير محمد بن سلمان، على ما تكشفه الوقائع، إلى خطط لإرهاب الشعب السعودي عبر استهداف مثقفيه ودعاته وعلمائه وناشطيه، في «رؤية» استراتيجية لتجويف الفضاء السياسي والفكري في المملكة، وهي ديناميّة خاسرة وفاشلة سلفا وتكسر أي أمل بإصلاح وتنمية ناهيك عن العدالة التي هي أكبر ضحايا ما يجري في السعودية.
Discussion about this post