تم الدخول إلى جميع المنشآت النفطية جنوبي نهر الفرات وحفر 60 ألف متر طولي وإدخال 26 بئر غازي، مع إدخال منطقـــــــة شمال دمشق في الانتاج، هذا ما أكده وزير النفط والثروة المعدنيــــــة المهندس علي غــــــانم مؤخــــــراً.
والجدير ذكره هنا ان الاكتشافات الهامة في شمال دمشق لآبار الغاز الغزيرة التي تم اكتشافها مطلع العام الفائت «هي وحدها قادرة على تامين كافة احتياجات سورية من الغاز، حيث بلغ إنتاجها مليون متر مكعب يومياً وينتظر منها انتاج 3 مليون قريباً».
وأوضح غانم أن الإنتاج في المناطق المحررة حتى الآن كان يصل قبل الازمة إلى 10.5 مليون متر مكعب يومياً، ولكننا ننتج منها حالياُ 17.5 مليون متر مكعب يومياً، بينما انتاجنا قبل الأزمة كان يصل بالمجمل إلى 21 مليون متر مكعب.
هذا يعني أننا ومن هذه المناطق المحررة زدنا انتاجنا بنسبة من 50-60% من الإنتاج السابق ولكن لم نصل إلى كامل الانتاج الكلي , غير أنه مع تحرير منطقة شرقي نهر الفرات سنصل إلى إنتاج 24 مليون م3 يومياً من الغاز وهذا ما يفوق إنتاجنا السابق.
وتطرق غانم الى موضوع الغاز المنزلي حيث ستضيف وزارة النفط والثروة المعدنية 400 طن على الانتاج الحالي ضمن الخطة المتوسطة للوصول إلى حد الكفاية والاستغناء عن الاستيراد لهذه المادة.
امام تلك الكميات من الفائض الانتاجي والذي يفوق بأضعاف مضاعفة حاجة السوق المحلية من الغاز، يخطر على الأذهان السؤال التالي: لماذا مازال الإنتاج على أرض الواقع لا يتجاوز القدرة على تأمين أكثر من 65% من الحاجة المتمثلة بالغاز المنزلي والغاز الصناعي الذي يغذي السوق المحلية..؟
ولماذا ما زلنا ننتظر الاستيراد لنتمكن من تخفيف حدة الاختناقات التي تحصل مع كل موسم شتاء..؟
فالأيدي الماهرة متوافرة وفائض الإنتاج كبير ومعامل التعبئة موجودة وذات طاقة إنتاجية عالية وتستطيع أن تعطي المزيد من الإنتاج عند اللزوم..؟
لدرجة ان معاون مدير عام الشركة الســــورية للغــــــــاز المهندس غســـــــــان طراف أكد أنّ هناك زيادة باستطـــــــــاعة معامل الشركة عن الاستطـــــــاعة التصميميــــــة حيث وصلت في بعض المعامل إلى 200% عن الاستطاعة التصميمية وذلك بعد أن تم إجراء بعض التعديلات الفنية والتحكم بنسب المكونات الاساسية لإنتــــاج الغاز والمتمثلة بما يسمى c5. c4. c3
ورغم أنه لم يخفِ طراف عدم امكانية الاستمرار بهذه الآلية لأنها تؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج من جهة، والى زيادة كبيرة باستهلاك المواد الكيميائية المستخدمة في عملية الإنتاج لكنها مكنت من الحد من الاختناقات الناجمة عن النقص الحاصل في كميات الغاز المنزلي والصناعي في السوق المحلية.
هذا يعني أن أغلب عوامل الانتاج موجودة، فاين تكمن بواطن الشح حتى لا يلمس المواطن منها على أرض الواقع إلا الشيء اليسير، ما يفاقم حاجة المواطن لأبسط مقومات الوقوف في وجه هذا الشتاء القارص..؟
في الواقع لم يعد توافر الغاز هو المشكلة، ولكن المشكلة التي عرفناها لاحقاً هي عدم توافر الإمكانية حالياً لإجراء عمليات ضغط الغاز وتسييله، حيث يحتاج إلى درجة حرارة تصل إلى حدود 160 درجة مئوية تحت الصفر، من خلال تقنياتٍ تتجه المساعي نحو تأمينها، مع الإشارة إلى أن التخريب الممنهج للجماعات الإرهابية المسلحة، والحصار الاقتصادي الشديد المفروض على سورية حالياً لهما الدور الكبير في عدم توافر هذه الامكانية حالياً، ولكن الأمل قائم في تأمين هذه التقنيات لنتخلّص بعدها من هذه المشكلة.
سنمار سورية الاخباري – وكالات
Discussion about this post