تمكّن العلماء لأول مرة من إنماء غدد أفاعي في المختبر ككرات صغيرة من الخلايا تدعى عضيّات Organoids ويمكن أن تمتلئ بالسُّم، وقد يعني ذلك نهاية استخلاص السموم من الأفاعي يدوياً لإنتاج علاجات للدغاتها، حيث ستصبح هذه العضيّات المصدر الجديد لتلك السموم، كما أنّ هذه الكتل الخلوية الممتدة على مسافة ميليمتر واحد فقط قد تستخدم لتحويل المواد الكيميائية الحيوية في السُّم إلى أدوية لأنها تملك تأثيرات قويّة على الجسم.
قام الباحث هانز كليفرز Hans Clevers وفريقه من جامعة أوتريخت Utrecht الهولنديّة بتخليق عضيّات السُّم بأخذ كتل صغيرة من نسيج الغدّة، وذلك إمّا من أجنّة أفاعي ما تزال في البيوض أو في إحدى الحالات من أفعى أليفة توجّب قتلها بسبب المرض، ووفقاً لكليفرز فإنّ مضادات السم الحاليّة ليست أدوية للقرن الـ 21 إنّما للقرن 19 حيث يتم تصنيعها بأسر الأفاعي واستخلاص سُمّها يدوياً، ثمّ حقن جرعات صغيرة منه في الأحصنة لاستخراج الأجسام المضادة من دمها.
القدرة على صنع السموم في المختبر ستوفر علينا الجزء المتعلق بإنشاء مزارع للأفاعي والذي يتطلب عمالة مُكثّفة وبالتالي لن يتم الاحتفاظ إلا بعدد قليل من الأفاعي في الطريقة الجديدة، وعلى المدى الطويل يمكن أن تصنّع الأجسام المضادة للسم المخبري بواسطة الخلايا المناعيّة النامية في الأطباق وتجنب استخدام الحيوانات بشكل كامل حتى.
يمكن لعضيّات غدد الأفاعي أن تكون مصدرًا لأدوية جديدة أيضاً حيث تعتمد العديد من الأدوية الموجودة حالياً على مركبات تتواجد في السُّم، كالفئة الأساسية من الأدوية المستخدمة لتخفيض ضغط الدم المعتمدة على المواد السامة المصنّعة بواسطة الثعبان البرازيلي الأليف، فكل نوع من السُّم يحتوي على أكثر من 20 مركب له تأثيرات حيويّة مختلفة فقد تعمل بالتأثير على القلب أو الجهاز العصبي أو شل العضلات مثلاً.