أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب اتفق مع نظيره التركيّ رجب طيب إردوغان على مواصلة تنسيق الجهود لإنشاء منطقة آمنة محتملة في سوريا وبحثا في صيغة للانسحاب الأميركيّ بما يضمن المصالح المشتركة للبلدين، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستترك مئتي جندي أميركيّ في سوريا لفترة من الوقت بعد انسحاب القوات الأميركية منها.
وقال البيت الأبيض إن ترامب وإردوغان اتفقا خلال اتصال هاتفيّ على دعم التوصّل إلى حلّ سياسيّ في سوريا، مشيراً إلى أن الاتصال جاء قبل اجتماع بين القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركيّ باتريك شاناهان ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دنفورد مع نظيريهما التركيّين في واشنطن.
وقالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن الولايات المتحدة ستترك مجموعة صغيرة لحفظ السلام مكوّنة من 200 جندي أميركيّ في سوريا، وإن هذه القوات ستبقى لفترة من الوقت بعد انسحاب القوات الأميركية منها.
مصادر عسكرية أميركية قالت إن القوة العسكرية الأميركية سترابط في قاعدة التنف وفي شمال شرق سوريا، مشيرة إلى أن الهدف من إبقاء هذه القوات هو توفير قدرات لوجستية واستخبارية واستطلاعية وتحديد أهداف للغارات الجوية بالإضافة إلى تحفيز دول التحالف الأميركيّ لإبقاء قواتها العسكرية في سوريا وضمانِ منطِقةٍ آمنة.
ولم تذكر ساندرز أي تفاصيل إضافية، لكن إعطاء صفة “حفظ السلام” للجنود الأميركيين في سوريا يمكن أن يحفّز حلفاء أوروبيين على إرسال قوات الى هناك بمثل هذه المهمة.
وزار وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان أوروبا الأسبوع الماضي في محاولة لاقناع دول حليفة للولايات المتحدة بالإبقاء على قوات لها في سوريا بعد انسحاب الولايات المتحدة.
لكنه جهد لإقناع هذه بالدول بالسبب الذي قد يدفعها للمخاطرة بجنودها بعد انسحاب القوات الأميركية.
السيناتور الجمهوريّ ليندسي غراهام ثمّن هذا القرار واعتبر أنّ إنشاء منطقة آمنة في سوريا برعاية قوات دولية مختلطة هو الأسلوب الأفضل لإنجاز الأهداف الامنية لواشنطن وحماية حلفائها الكرد واحتواء ايران وهزيمة داعش.
ويأتي إعلان إبقاء 200 عسكري أميركي وسط انتقادات حادة لقرار ترامب سحب نحو 2000 جندي أميركي من سوريا بحلول 30 نيسان/ أبريل المقبل، حتى من أعضاء في حزبه الجمهوري الذين يرفضون بشدة هذه الخطوة.
وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي أعلن ترامب النصر على تنظيم “داعش” في سوريا على الرغم من أن الآلاف من مقاتلي التنظيم الإرهابي لا يزالون يدافعون عن آخر معاقلهم.
ويتخوف معارضون لهذا الانسحاب من عدد من النتائج المحتملة، منها شن تركيا لهجوم على القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، وامكانية عودة تنظيم “داعش” من جديد.
من جهته، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الكرملين يراقب ويتابع باهتمام تطور موقف الولايات المتحدة من سحب قواتها من سوريا ويحلل الوضع.
وقال بيسكوف للصحافيين “نحن لم نفهم حتى الآن عما يجري الحديث، أنتم تعلمون أن تصريحات أطلقت في البداية، والآن هناك تعديلات جديدة”.
وتابع “أحياناً نسمع تصريحات مختلفة من هيئات مختلفة، لذلك نحن نراقب باهتمام كبير ودقيق كيف يتطور موقف الولايات المتحدة حيال هذه المسألة ونحن نحلل حالياً التصريحات”.
سنمار سورية الاخباري – وكالات
Discussion about this post