أثارت تصريحات لنائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا مصطفى شين، حول إمكانية عودة العلاقات بين تركيا والدولة السورية، موجةً من التساؤلات، حول آلية عودة العلاقات بين الطرفين وموعده، والسر وراء التغيير التركي المفاجئ على مستوى التصريحات على الاقل.
يقال ان نائب أردوغان، مصطفى شين، قال خلال أحدث ظهور إعلامي له بأن: “العلاقات مع سوريا ستتحسن بالتأكيد وتعود كما كانت”، تلك التصريحات، جاءت خلال مشاركته في برنامج “ميدان الفكر” على قناة “ULUSAL” التركية، أمس الإثنين، حيث أوضح نائب الرئيس التركي أن “تركيا ستفتح خطا لعودة الاتصالات مع مصر، وغداً سيتم تصحيح العلاقات مع سوريا بالتأكيد”.
صحيح ان شين خلال حديثه عن “تحسن العلاقات مع سوريا” استخدم عبارات فضفاضة، اذ لم يذكر أن التحسن المنشود في العلاقات مع سوريا او دمشق كيف ومتى سيكون، وهل ستتخلى أنقرة عن دعم الارهابيين وماذا عن سياسة التتريك التي تمارسها بلاده في الشمال السوري.
بالطبع كلام شين عن ان “الشعب التركي والسوري إخوة عدا عن الجيرة بين الدولتين وقوله انه من الممكن حدوث مشكلات بين الإخوة”، يبدو وكأنه ندم على ما فعلته وتفعله تركيا بسوريا لكنه لايعني عودة العلاقات الى سابق عهدها أو تراجع تركيا، وبالتأكيد لدمشق شروط لعودة العلاقات فهل ستلبيها أنقرة؟
نائب الرئيس التركي الذي تطرق في حديثه، إلى أوضاع السوريين المقيمين في تركيا، قال: “السوريون قدموا إلى تركيا لأنهم يعلمون أننا إخوة”، وأكد شين أن “هاتين الدولتين الشقيقتين ستعودان مجدداً كعائلة واحدة وبيت واحد ويدٍ واحدة، وحينئذ عاجلاً أم آجلاً، سيتحقق الوطن الأزرق مع سوريا”
ومن المتعارف عليه أن “الوطن الأزرق”، هو مصطلحٌ تطلقه تركيا على المنطقة الاقتصادية الخالصة، والجرف القاري والمياه الإقليمية التي تقع ضمن البحار المحيطة بها (البحر الأسود، وبحر إيجة، وبحر مرمرة، والبحر المتوسط).
ومن الواضح بأن تصريحات شين تشير إلى استعداد أنقرة للتفاوض مع الدولة السورية بعدما استأنفت في الأيام الماضية المفاوضات الدبلوماسية مع مصر، عقب توتر العلاقات بينهما منذ عام 2013، ومن الواضع ان تفاهمات قد تحدث قريبا وان الوجهة اقتصادية، لكن هل تقبل سوريا بذلك وهي ترى القيادة التركية انتهازية وبعيدة عن الاخلاق السياسية وان توافق الطرفان وقبلت انقرة ببعض شروط دمشق فمن سيكون الضامن للايفاء بالتعهدات التركية ان أعطيت؟
مواقع