يبدو أن رئيس هيئة الاركان الاسرائيلية افيف كوخافي بدأ بتهيئة الشارع الاسرائيلي لتحوله الى العمل السياسي مع انتهاء ولايته كرئيس لهيئة اركان جيش الاحتلال في يناير المقبل ، ولم يجد الرجل اثناء كلمته خلال تسلم رئيس شعبة الاستخبارات الجديد (امان ) سوى الجمهورية الاسلامية الايرانية كي يوجه رسائله اتجاهها باحثا عن انتصارات لفظية لا اكثر ولا اقل.
كوخافي قال في كلمته ان كيانه سيواصل تدمير قدرات ايران النووية في كل مكان وزمان وان كيان الاحتلال يعمل على متابعة انشطة ايران النووية بشكل دائم ، لكن كوخافي -الذي خرج مهزوما من حرب مع المقاومة الفلسطينية قبل اربعة اشهر واعترف جنرالته ان الحرب الاخيرة كانت الاصعب وبانها كانت حرب وجودية وبانهم عجزوا عن تدمير قدرات المقاومة الفلسطينية لا بل وعجزوا عن اعادة قوة الردع على الرغم من حجم الدمار الذي خلفوه في القطاع- لم يحدد اساليب المواجهة مع ايران في المستقبل ولم يثبت عكس الواقع بانه قادر على خوض معركة طويلة الامد مع الجبهات المحيطة ، كوخافي كغيره من رؤوساء هيئات الاركان في تل ابيب يفشل في الحروب وينتصرفي الخطابات والتهديد والوعيد ، وبقراءة بسيطة للمشهد في العقدين الاخيرين يتضح ان التهديد الاسرائيلي للجمهورية الاسلامية ليس اكثر من بربوغندا فارغة المضامين الهدف منها اما الفوز بانتخابات تشريعية او تصدير ازمات داخلية ، كافة المعادلات مهما تكن تؤكد ان المواجهة العسكرية مع ايران مستحيلة وبأن حتى سياسة الاحلاف التي كان يسعى اليها ترامب و نتنياهو فشلت وتراجعت الى الخلف مع ثبات ايران في مكانها وثبات محورها في كافة المواجهات السابقة ، في داخل كيان الاحتلال الاسرائيلي يعرفون ان المواجهة المفتوحة وغير المفتوحة مع ايران غير ممكنة، الواقع ان التوجه الامريكي الحالي في السنوات المقبلة سيكون نحو شرق اسيا وتحديدا نحو الصين التي تشكل التهديد الاكبر للولايات المتحدة في هذه المرحلة وفكرة التفرغ للصين تعني اغلاق ملفات مازالت مفتوحة في المنطقة وعلى راسها الملف الايراني الذي حاولت الولايات المتحدة ان تنهيه لمصلحتها ومصلحة كيان الاحتلال لكنها فشلت بسبب صلابة موقف المفاوض الايراني الذي تمترس خلف حقه وحق امته بامتلاك التكنولوجيا النووية فاجبر العالم على ان يقبل دولته في نادي الدول النوويه ، اذا بالعودة الى تصريحات كوخافي فهي لا تتعدى الاستهلاك المحلي ومحاولة من الرجل ان يجد موقعا سياسيا في المستقبل لاسيما انه منذ توليه منصبه لمً يحقق انجازا حقيقيا على الارض بل على العكس فالجنرال المثقف والاستراتيجي مني بخسائر اكبرها معركة سيف القدس التي اثبتت ان نظرياته لا تساوي الحبر الذي كتبت به وهو اليوم يلقي بالتهديد نحو ايران عله يحقق انتصارا في الاعلام .
عن موقع العالم