تمتعت حديد بشهرة واسعة في الأوساط المعمارية الغربية، حيث حصلت على جوائز وأوسمة عديدة خلال مسيرتها العملية. حيث لقبت بملكة المنحنيات زها حديد، أصبحت أول امرأة تحصل على جائزة بريتزكر للهندسة المعمارية Pritzker Architecture Prize.
السيدة زها محمد حديد ولدت في 31 أكتوبر 1950، بغداد، العراق – وتوفيت في 31 مارس 2016، ميامي، فلوريدا، الولايات المتحدة، المهندسة المعمارية البريطانية ولدت في بغداد العراق، لعائلة عراقية من الطبقة العليا. والدها محمد الحاج حسين حديد، كان صناعياً ثرياً من الموصل. شارك في تأسيس مجموعة الأهالي اليسارية الليبرالية في عام 1932. وكانت الجماعة منظمة سياسية هامة في الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين. كان المؤسس المشارك للحزب الوطني الديمقراطي في العراق وشغل منصب وزير المالية بعد الإطاحة بالملك بعد الانقلاب العراقي عام 1958 لحكومة الفريق عبد الكريم قاسم.
والدتها وجيهة الصابونجي كانت فنانة من الموصل بينما كان شقيقها فولاث حديد كاتباً ومحاسباً وخبيراً في الشؤون العربية. ذكرت حديد ذات مرة في مقابلة كيف أن رحلات طفولتها المبكرة إلى المدن السومرية القديمة في جنوب العراق أثارت اهتمامها بالهندسة المعمارية. في 1960 درست حديد بالمدارس الداخلية في انكلترا وسويسرا.
عرفت زها بتصاميمها التفكيكية الراديكالية. وفي عام 2004، أصبحت أول امرأة تحصل على جائزة بريتزكر للهندسة المعمارية.
حصلت على جائزة المملكة المتحدة المعمارية المرموقة، جائزة ستيرلنغ، في عامي 2010 و2011. في عام 2012، حصلت على لقب “سيدة” من قبل الملكة إليزابيث الثانية لما قدمته من خدمات الهندسة المعمارية، وفي فبراير 2016، الشهر الذي يسبق وفاتها، أصبحت أول امرأة والوحيدة التي حصلت على الميدالية الذهبية الملكية من المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين.
وقد وصفتها صحيفة الغارديان في لندن بأنها “ملكة المنحنيات”، التي “حررت الهندسة المعمارية، وأعطتها هوية تعبيرية جديدة كليا”. وتشمل أعمالها الرئيسية مركز لندن للألعاب المائية لدورة الألعاب الأولمبية 2012، ومتحف الفنون العامة في جامعة ولاية ميشيغان في الولايات المتحدة، ومتحف ماكسي في روما، ودار أوبرا قوانغتشو في الصين، ومطار بكين داكسينغ الدولي في الصين. وقد تم تقديم بعض جوائزها بعد وفاتها، بما في ذلك التمثال لجوائز بريت لعام 2017. كانت العديد من مبانيها لا تزال قيد الإنشاء وقت وفاتها، بما في ذلك مطار داكسينغ وملعب الوكرة في قطر، وهو مكان لكأس العالم لكرة القدم 2022.
وشددت حديد في عدة مقابلات تلفزيونية على فخرها بكونها عربية عراقية، معربة عن رغبتها في المشاركة في إعادة بناء العراق. وتوفيت زها حديد عن عمر ناهز 65 عاما إثر أزمة قلبية في إحدى المستشفيات في الولايات المتحدة.
أنجزت زها حديد العديد من المشروعات التي أوصلتها بجدارة إلى الساحة العالمية، وقد فازت في مسابقات معمارية عديدة. ومن أهم هذه المشروعات التي تم تنفيذها محطة إطفاء الحريق في ألمانيا، متحف الفن الحديث في مدينة سينسيناتي بأمريكا، ومركز الفنون الحديثة في روما، معرض منطقة العقل في الألفية بلندن، المركز الثقافي في أذربيجان وجسر الشيخ زايد، محطة لقطار الأنفاق في ستراسبورج، المركز العلمي في ولسبورج، محطة البواخر في سالرينو، مركز للتزحلق على الجليد في إنسبروك، ومبنى بي إم دبليو المركزي، ومركز حيدر علييف الثقافي في باكو.
وتظل هُناك عدة مشاريع لم تُكملها المهندسة المعمارية مثل أوبرا دبي والاستاد الوطني الجديد في اليابان والمبنى العائم بدبي ومركز الثقافة باليابان والمسرح الكبير في مدينة الرباط بالمغرب ومتحف غوغنهايم والإرميتاج ومحطة مترو الرياض وأبراج الحجر بالقاهرة وبرج النيل والقاهرة إكسبو سيتي.
ولم تقتصر تصميماتها على الهندسة المعماريه فقط، قامت زها حديد بتصميم مباني مدنية واشتركت أيضا في تصميمات داخلية وهندسة الديكور، ولم تتوقف عند ذلك فلقد قامت بتصميم العديد من الإكسسوارات مثل الحقائب والأحذية والمجوهرات بالاشتراك مع علامات تجارية مشهورة مثل لوي فيتون، لاكوست، شواروفسكي وغيرهم الكثير.
لم تتزوَّج زها حديد، فقد كَرَّست كل حياتها لعملها، دون مبالاة بأي عادات اجتماعية. وكانت زها حديد أعلى المعماريين أجرًا على مستوى العالم. وفي وقت وفاتها، كانت ثروتها تُقَدَّر بـ215 مليون دولار، شاملة ممتلكاتها العقارية واستثمارتها في الأسهم، ومشاريعها في مجالات التجميل، والمطاعم، وفريق لكرة القدم، والعطور، وخط أزياء.