مع انتهاء المفاوضات بين الوفدين الروسي الأوكراني في اسطنبول، أمس، أعلنت موسكو أن كييف وافقت على تلبية مطالبها المبدئية التي تتيح منع تحول أوكرانيا إلى منطلق لـ«ناتو»، مشددة على أن موقفها المبدئي بشأن وضع شبه جزيرة القرم وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين لا يزال ثابتاً، على حين أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن أميركا وحلفاءها سيستمرون بتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، مشيرة إلى أن واشنطن لن تملي أي شروط على كييف في التسوية مع موسكو. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن كبير المفاوضين الروس في المفاوضات مع أوكرانيا فلاديمير ميدينسكي أن حكومة كييف وافقت لأول مرة، خلال اجتماع أول أمس الذي عقد في إسطنبول التركية على تلبية سلسلة المطالب المبدئية المطروحة من قبل موسكو. وقال ميدينسكي، للصحفيين أمس: «الثلاثاء أكد الجانب الأوكراني لأول مرة وبصورة خطية استعداده لتطبيق سلسلة الشروط ذات الأهمية القصوى لبناء علاقات طبيعية مع روسيا في المستقبل». وذكر ميدينسكي أن الوثيقة التي سلمها وفد كييف إلى المفاوضين الروس تنص على مبادئ اتفاقية مستقبلية محتملة بين الدولتين تقضي بـ: تخلي أوكرانيا عن فكرة انضمامها إلى حلف الـ«ناتو» وإثبات وضعها كدولة خارج أي تكتلات عسكرية سياسية، والتزام أوكرانيا بعدم السعي إلى الحصول على أسلحة نووية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل، والتزام أوكرانيا بعدم استضافة قواعد وقوات أجنبية في أراضيها، والتزامها بعدم إجراء أي تدريبات عسكرية إلا بموافقة الدول الضامنة ومنها روسيا. وقال ميدينسكي في معرض تعليقه على موقف كييف الأخير في المفاوضات: «يعني ذلك أن أوكرانيا أعلنت عن استعدادها لتلبية المطالب المبدئية التي كانت روسيا تصر عليها على مدى هذه السنوات، وإذا تم تطبيق هذه الالتزامات فإن ذلك سيؤدي إلى إزالة خطر إنشاء معسكر خاص بالـ«ناتو» في أراضي أوكرانيا، ويكمن في ذلك مضمون ومغزى وأهمية الوثيقة التي تم تنسيقها على مستوى رفيع إلى حد ما». وشدد ميدينسكي على أن موقف روسيا المبدئي بشأن وضع شبه جزيرة القرم وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين لا يزال ثابتاً. من جانبه حذّر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا من أزمة اقتصادية ذات «أبعاد تاريخية» في العالم بسبب العقوبات الغربية ضد روسيا. ونقلت وكالة «تاس» عن نيبينزيا قوله خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أول من أمس: إن «الأسباب الحقيقية التي تهدد سوق الأغذية العالمية بتقلبات خطيرة، لا تكمن في أعمال روسيا بل في هستيريا العقوبات التي لا حدود لها، والتي شنها الغرب على روسيا، دون أن يفكر في سكان ما يسمى الجنوب العالمي ولا مواطني الدول الغربية». وأكد نيبينزيا أن روسيا تنفذ بدقة التزاماتها الدولية، وبالتالي لن يكون هناك أي تهديد على العسكريين الأوكرانيين الذين سيلقون سلاحهم. في غضون ذلك نقلت «تاس» عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي قوله في مؤتمر صحفي امس: «على مدى السنوات الـ8 الماضية، قدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها مساعدات كبيرة للجيش الأوكراني (…) سنواصل تقديم مثل هذه المساعدات في المستقبل لتلبية احتياجات أوكرانيا الأمنية». ولفت إلى أن «شروط التسوية بين روسيا وأوكرانيا سيناقشها البلدان، ولن تمليها الولايات المتحدة». ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها شرعت في إعادة تجميع قواتها المشاركة في عمليتها العسكرية في أوكرانيا عند محوري كييف وتشيرنيغوف وفقاً للخطط المطروحة، بعد تحقيقها أهدافها الرئيسة هناك. كما نقلت «روسيا اليوم» عن المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف أن مستودعات الوقود الواقعة في منطقتي ســــتاروكــونســـتانتينوف وخمـيلنيتســــكي، استهدفت بصواريخ عالية الدقة تم إطلاقها من الجو. وأضاف المتحدث: إن منظومة الصواريخ العملياتية والتكتيكية «إسكندر» دمرت مستودعين كبيرين لأسلحة الصواريخ والمدفعية الأوكرانية في قرية كامينكا بمنطقة دونيتسك. وذكر كوناشينكوف أنه تم إسقاط طائرة من طراز «سو 24» تابعة لسلاح الجو الأوكراني خلال معركة جوية في مقاطعة ريفني بالقرب من الحدود الأوكرانية البيلاروسية، فيما دمرت الدفاعات الجوية الروسية 10 طائرات أوكرانية من دون طيار في أنحاء البلاد. وأشار إلى أن القوات الجوية الروسية والصواريخ التكتيكية أصابت 64 منشأة عسكرية في أوكرانيا خلال آخر 24 ساعة. بدورها أعلنت هيئة الأمن الفدرالية الروسية أمس الأربعاء أنها بالتعاون مع وزارة الداخلية ولجنة التحقيقات ألقت القبض على 60 شخصاً من أنصار منظمة «إم كا أو» الأوكرانية الشبابية للنازيين الجدد، مشيرة إلى أن الاعتقالات نفذت في 23 من أقاليم روسيا. وفي السياق قالت قيادة القوات الشعبية بجمهورية دونيتسك: إن 16 عنصراً من العسكريين الأوكرانيين انتقلوا خلال الـ24 ساعة الماضية، إلى جانب القوات الشعبية. وقالت القيادة، في بيان لها أمس: «تمكنت قواتنا على مدار يوم (أمس) الأربعاء، من قتل ثمانية وأربعين عنصراً من القوميين المتطرفين، وتدمير 11 موقعاً لإطلاق النار، بما في ذلك موقعان لبطارية مدفعية متنقلة ذاتياً من عيار 122 مم «غفوزديكا»، ودبابة وعربة مدرعة». من جهة ثانية نقلت وكالة «نوفوستي» عن قيادة القوات الشعبية لجمهورية دونيتسك، قولها: إن أحد المدنيين لقي مصرعه وأصيب 4 آخرون بجروح بعد انهيار سقف مبنى سكني في دونيتسك نتيجة قصف أوكراني للمدينة، وأنه تم إجلاء 29 شخصاً من المبنى الواقع في شارع بينتيرا، بما في ذلك طفلان وتم نقل أحدهما وعمره سنة ونصف إلى المستشفى.
منصة إعلامية إلكترونية تنقل الحدث الإخباري بشكلٍ يومي تعني بالشؤون المحلية والعربية والعالمية تشمل مواضيعها كافة المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية إضافة إلى أخبار المنوعات وآخر تحديثات التكنولوجيا