ألقى كل من إيمانويل ماكرون ومارين لوبان، أمس الجمعة، بثقلهما في معركة الساعات الأخيرة من الحملة للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية لخيار بين مشروعين ونظرتين إلى العالم مختلفتين كل الاختلاف. وأشارت آخر استطلاعات الرأي، إلى أن الرئيس المنتهية ولايته حافظ على تفوقه على منافسته قبل يوم من الاقتراع الحاسم لتسلم مفاتيح الإليزيه.
ورجحت الاستطلاعات فوز ماكرون بنسبة تراوح بين 55.5 و57.5%، الأمر الذي يمنحه فرصاً كبيرة لتجديد ولايته الرئاسية لخمس سنوات. ويشيع هذا الأمر ارتياحاً كبيراً للأوساط، في فرنسا كما في الخارج، التي تخشى وصول اليمين المتطرف إلى السلطة في دولة عظمى عالمية، عضو دائم العضوية في مجلس الأمن الدولي وتمتلك السلاح النووي.
وقبل تجمع انتخابي أخير، بعد ظهر الجمعة، في فيجاك بدائرة لوت (وسط)، قال ماكرون لإذاعة «فرانس إنتر» إن مارين لوبان تمكنت من «التقدم المقنع»، لكن «ركائز اليمين المتطرف» «لا تزال قائمة» في برنامجها. أما لوبان التي زارت سوق إيتابل (شمال)، فقد انتقدت مشروع الرئيس المنتهية ولايته لإصلاح رواتب التقاعد، الذي يريد رفع سن التقاعد القانوني إلى 64 أو 65 عاماً، بينما تفضل الإبقاء عليه بين 60 إلى 62 عاماً. وأعلنت أن «الفرنسيين مع إيمانويل ماكرون سينالون المؤبد».
وبغض النظر عن الفائز، فإن الانتخابات التشريعية التي ستلي الانتخابات الرئاسية في حزيران/يونيو ستكون أشبه بـ«دورة ثالثة». وستواجه مارين لوبان كما إيمانويل ماكرون صعوبة في تأمين أغلبية برلمانية. وأظهر جان لوك ميلانشون طموحه في أن يصبح رئيساً للوزراء، وبالتالي يفرض تعايشاً، مراهناً على تصويت كبير لمصلحة نواب حزبه «فرنسا المتمردة». في المقابل، قد تحسم دورة ثالثة أخرى في الشارع، على نموذج الاحتجاج الشعبي لـ «السترات الصفراء» في 2018-2019.
ويحاول الخصمان حشد ناخبي المرشح اليساري المتطرف جان لوك ميلانشون الذي جاء في المركز الثالث في 10 نيسان/إبريل خلف لوبان مع حوالي 22% من الأصوات. وبالتالي، فإنهما سيسعيان إلى تجنب المقاطعة التي ستحدد، حسب الخبراء، مصير الاقتراع خلال العطلة المدرسية. وفقاً لمارتيال فوكو من مركز «سيفيبوف» لاستطلاعات الرأي «كلما زادت نسبة المقاطعة تقلص الفارق في نوايا التصويت» ما يشكل «خطراً حقيقياً على إيمانويل ماكرون». (وكالات)