بتوجيه من الرئيس الفريق بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة واستناداً لخطط التدريب القتالي لقواتنا المسلحة لهذا العام وبحضور العماد عبد الكريم إبراهيم رئيس هيئة الأركان العامة والعماد أول أليكساندر شايكو قائد القوات الروسية العاملة في سورية وعدد من كبار الضباط السوريين والروس، نفذ أحد تشكيلاتنا المقاتلة على مدى عدة أيام وبالتعاون مع القوات الروسية العاملة في سورية مشروعاً تكتيكياً عملياتياً بالذخيرة الحية يحاكي في طبيعته الظروف القتالية الحقيقية في المناطق الجبلية والتضاريس الوعرة والغابات.
وقدم مدير المشروع شرحاً مفصلاً عن فكرة الأعمال القتالية والتي تضمنت عمل مفارز الاقتحام أثناء الهجوم في الجبال والغابات، وذلك حسبما ذكرت وكالة «سانا» أمس.
وبُدئ المشروع بتمهيد ناري كثيف استخدمت فيه مختلف الوسائط النارية من مدفعية وراجمات صواريخ وهاونات وطيران حربي وحوامات وغيرها، وتم تركيز النيران الكثيفة وضربات الطيران القاذف على النقاط الحاكمة المعادية ومقرات القيادة واحتياطات العدو في العمق ومستودعات الإمداد.
وتقدمت وحدات الهندسة لفتح الثغرات في حقول الألغام والحواجز الهندسية المعادية مستخدمة الحشوات الهندسية الخاصة بفتح الثغرات.
ثم اندفعت مفارز الاقتحام ومجموعات الالتفاف عبر الوديان بالاستفادة من الغطاء النباتي والأشجار والغابات وباستخدام مختلف وسائل التمويه، مهاجمة المواقع المعادية بمختلف الوسائط النارية وبتغطية نارية جوية ورمايات كثيفة على العدو في العمق لمنعه من دعم نقاطه الأمامية.
بعد ذلك قامت مجموعات المهام الخاصة وبتغطية نارية من حوامات الدعم الناري بتنفيذ إنزال جوي بالحوامات خلف خطوط العدو وعلى النقاط الحاكمة بهدف قطع خطوط إمداده، وذلك بالتزامن مع تنفيذ مجموعات الالتفاف مهامها وتمكُّنها من تطويق العدو، ما اضطره إلى دفع احتياطاته من العمق والقيام بهجوم معاكس مفترض بمختلف الوسائط النارية وباستخدام الطيران المسيّر لتعزيز نقاطه الأمامية ومنع تحريرها.
وقامت قواتنا بالتصدي للهجوم المعادي المفترض عبر تنفيذ رمايات نارية كثيفة وضربات جوية على العدو المتقدم، ما أدى إلى تكبيده خسائر فادحة أجبرته على التراجع والانسحاب، ثم قامت قواتنا بزج الأنساق الثانية من مفارز الاقتحام وتطوير الهجوم وإكمال تدمير العدو وتحرير المناطق التي كان يحتلها وتنفيذ كامل المهام المسندة بنجاح تام.
وفي الختام اجتمع رئيس هيئة الأركان العامة بالقادة الميدانيين ونقل لهم تهاني الرئيس الأسد بذكرى حرب تشرين التحريرية المجيدة، وأجرى نقداً وتحليلاً شاملاً لمراحل المشروع كافةً، وأثنى على جهودهم وحرفيتهم العالية في تحقيق الأهداف المرجوة من المشروع، وزودهم بتوجيهاته لمتابعة تنفيذ المهام والواجبات المنوطة بهم، مشدداً على أهمية المواظبة على التدريب حفاظاً على أعلى درجات الجاهزية القتالية.
كما التقى عناصر مجموعات الاقتحام، وأثنى على نجاحهم وجهدهم المبذول.
وأشاد العماد إبراهيم بالروح المعنوية العالية التي أظهرها المقاتلون الذين عبّروا بدورهم عن استعدادهم التام للاضطلاع بما يمليه عليهم الواجب الوطني فداء لعزة سورية وكرامة أبنائها وحفاظاً على سيادتها واستقلالها بقيادة رمز عزتنا وإبائنا الرئيس الأسد.
وفي الرابع من الشهر الجاري وبتوجيه من الرئيس الأسد، واستناداً لخطط التدريب القتالي للقوات المسلحة في الجيش العربي السوري لهذا العام، نفذ أحد التشكيلات المقاتلة مشروعاً تكتيكياً عملياتياً بالذخيرة الحية على مدى عدة أيام، شارك فيه مختلف صنوف القوات البرية والجوية، في ظروف تحاكي في طبيعتها المعركة الحقيقية.