تحدث في الوطن العربي هذه الايام تطورات اقليمية مذهلة ربما يراها البعض غير منطقية و لكن في العلاقات بين الدول كل شيء جائز و وارد حدوثه و لكن ما هي التطورات الاقليمية التي تحدث و ربما يراها البعض غير واقعية ؟ .
التحالف المصري السوري اصبح يخرج للعلن ، فالرئاسة المصرية اعلنت انها تدعم مؤسسات الدولة السورية و ان الحكومة السورية هي الحكومة الشرعية التي تمثل الشعب السوري و الرئيس السيسي اعلن ان مصر تدعم الجيش العربي السوري ، و هذا بالإضافة الي الوساطة التي قامت بها مصر بين الدولة السورية و الاكراد و ادت الي تسليم الاكراد مدينة منبج السورية الي الدولة السورية و دخول الجيش العربي السوري المدينة و رفع العلم السوري بداخلها و احباط محاولات اردوغان و اطماعه و رغبته في احتلال اجزاء من سورية بحجة محاربة المسلحين الاكراد الذين يصفهم اردوغان بالارهابيين.
و تحول موقف دول الخليج الملحوظ من الدولة السورية ، فالسعودية اعلنت رغبتها في عودة سورية مرة اخري الي جامعة الدول العربية ، و البحرين اعلنت ان سورية دولة شقيقة و ان الرئيس بشار الاسد اخ عزيز كما قال وزير الخارجية البحريني و الامارات اعادت فتح سفارتها في دمشق من جديد و الكويت اعلنت انها ستعيد فتح سفارتها في سورية من جديد الاسبوع المقبل.
و من التطورات الاقليمية الهامة ايضا التي حدثت هذا الاسبوع هو اعلان البرلمان المصري عن موافقته من حيث المبدأ علي اعادة العلاقات البرلمانية مرة اخري بين مصر و ايران و انهاء القطيعة التي دامت اربعين عاما بسبب الاختلاف في التحالفات الاستراتيجية بين البلدين و العامل الخليجي الذي لطالما وقف حائط صد بين عودة العلاقات بين مصر و ايران .
كل هذه التطورات سببها امر واحد فقط و هو رغبة مصر و سورية الثاقبة و بعيدة المدي في تشكيل تحالف سوري مصري خليجي ضد الاطماع التركية في الوطن العربي و دعم تركيا للارهابيين من ميليشيات الاخوان المسلمين داخل مصر و سورية ، فتركيا تدعم ميليشيات حسم الاخوانية داخل مصر فضلا عن دعمها لميليشيات الاخوان المسلمين في سورية و بالتحديد في الشمال السوري و هو ما جعل مصر تدرك حتمية التنسيق الشامل مع الدولة السورية لمواجهة الاطماع التركية في الوطن العربي و زيارة اللواء علي مملوك الي مصر بدعوة رسمية من اللواء عباس كامل مدير المخابرات العامة المصرية دليل علي ذلك و الاعلان عن الزيارة كان رسالة للجميع عن بداية تحالف استراتيجي صلب بين مصر و سورية لحماية الامن القومي العربي من الاخطار التركية التي تهدده و لم تكتف مصر بهذا التحالف فقط بل عملت علي اقناع الدول العربية بضرورة العودة مرة اخري الي التعامل مع الحكومة الشرعية في سورية و هو ما ادي الي زيارة البشير لسورية و تغير موقف دول الخليج بشكل كامل من الدولة السورية .
ختاما يجب التأكيد علي ان كل هذه التطورات لم تكن لتحدث لولا صمود الدولة السورية و رفضها الاستسلام للمشروع الامريكي الصهيوني و هزيمتها للارهابيين و مخطط تقسيم سورية و مشروع الشرق الاوسط الكبير ، فصمود سورية شعبا و جيشا و قيادة هو ما ادي الي حدوث هذه التحالفات الاستراتيجية الجديدة و التطورات الاقليمية المذهلة .
احمد عادل – كاتب مصري – سنمار
Discussion about this post