صدقت يا ابا الهادي

منذ الصباح الباكر يقوم اشاوس الشعب العربي الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة بتلقين الجيش الصهيوني دروسا قاسية في الصبر و الارادة و التصميم ، فهذا الشعب العربي الفلسطيني رغم مؤامرات العالم اجمع عليه اللهم الا الجمهورية الاسلامية الايرانية و سورية و حزب الله ، يثبت لنا و للصهاينة انه قادر علي المقاومة الباسلة في ظل الحصار و الظلم و القهر الذي يعانيه من الصهاينة و بأقل الامكانيات التسليحية و اللوجيستية ، و تيمنا بالمقاومة الفلسطينية العظيمة يجب ذكر بعض الملاحظات التي تثبت صحة و دقة كلام القائد الفذ السيد نصر الله الذي قال في احد خطبه عام ٢٠٠٠ ان الكيان الصهيوني اوهن من بيت العنكبوت

اولا : الكيان الصهيوني لم يتحمل اطلاق ٤٠٠ صاروخ عليه من الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة ، فهذا كيان ضعيف و هش لأنه رغم الامكانيات التسليحية و اللوجيستية و امتلاكه ٢٠٠ رأس نووي ، لم يتحمل اطلاق ٤٠٠ صاروخ عليه و طلب مهلوعا و مرتعشا وقف اطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية التي رغم انها محاصرة الا انها استطاعت هزيمة اقوي جيش في الشرق الاوسط و نعم الكيان الصهيوني لديه اقوي جيش في الشرق الاوسط و لكن علي ارض الواقع هو جيش ضعيف الثقة بالنفس و ليس لديه حافز عال للقتال ، ترك دباباته و هرب في مارون الرأس و بنت جبيل و وادي الحجير عام ٢٠٠٦ و ادخل نصف شعبه الي الملاجيء هربا من صواريخ المقاومة الفلسطينية الغير متطورة بسبب الحصار و تم الاستيلاء علي اسلحة جنوده بكل سهولة منذ بضعة ايام و كأننا امام جيش في لعبة الكترونية و ليس في الواقع !

ثانيا : و ما يدل علي ضعف الجيش الصهيوني ان الشهيد اشرف نعالوه الذي ليس في قوات النخبة في كتائب القسام او سرايا القدس ، جعل نصف الجيش الصهيوني يبحث عنه شهرين كاملين و هذا الشهيد قلب الجيش الصهيوني و مخابراته و اجهزته الامنية رأسا علي عقب و جعلهم في حالة استنفار و توتر و ارتباك ، فما اضعف و اوهن هذا الكيان ، فهذا الكيان الذي لم يحتمل عملية من مقاوم فلسطيني واحد غير مدرب كيف له ان يحتمل عشرات الالاف من المجاهدين الذين لا يهابون الموت و يقدسون الشهادة و جاهزين لمعركة التحرير الكبري في اي وقت حين يطلب منهم القادة ذلك ؟

ثالثا : بغض النظر عن العمليات البطولية التي تحدث اليوم في الضفة الغربية ضد الكيان الصهيوني ، فإن هذا الكيان يعاني من نقاط ضعف قاتلة و مزمنة لن يستطيع التخلص منها مهما فعل و هي صغر المساحة و العمق الاستراتيجي المحدود و تفكك المجتمع من الداخل و عدم وجود حافز عال لجيشه في القتال و ادراكهم في سريرة انفسهم انهم يقاتلون عن باطل مما يجعلهم يهربون بمجرد شعورهم ببوادر الهزيمة و هذا سبب عمليات الانهيار الادراكي التي تحدث لهم كلما دخلوا في معركة مع المقاومة في لبنان و فلسطين المحتلة فضلا عن عقدة الشتات النفسية التي يعاني منها الصهاينة و تجعلهم مؤهلين نفسيا للهرب من فلسطين المحتلة في اي وقت هذا كله بخلاف نقاط الضعف الاخري و هي ان ٢٠ بالمئة من سكان الكيان الصهيوني من عرب ١٩٤٨ الذين يتعرضوا للاضطهاد و العنصرية و لا ننسي اضطهاد يهود الفلاشا و الحقد الدفين بين اليهود السفارديم و الاشكيناز ، فالمجتمع الصهيوني مجتمع مفكك و هش و غير متجانس و يعاني من عقد نفسية متراكمة

الخاتمة : عندما قال قائد المقاومة السيد نصر الله ان الكيان الصهيوني اوهن من بيت العنكبوت لم يقل ذلك من باب رفع المعنويات بل قال ذلك لأنه خبير في شئون المجتمع الصهيوني و يعرف خباياه و نقاط ضعفه و يعرف عقلية الصهاينة جيدا و كيف يفكرون و الصهاينة يعترفوا بذلك ان السيد نصر الله خبير بخبايا المجتمع الصهيوني و يستطيع تدمير اعصاب الصهاينة و هزيمتهم في الحرب النفسية و من شدة معرفة السيد بالمجتمع الصهيوني فإنه ينال ثقة اغلب الصهاينة اكثر من حكومتهم ، لذلك لا يسعني بعد كل هذا الا القول للامين العام ( حقا صدقت يا ابا الهادي ) !

احمد عادل – كاتب مصري