تهاجم وسائل الاعلام التابعة للدول الخليجية من قنوات تليفزيونية و صحف مقروءة مبدأ ولاية الفقيه الذي يؤمن به بعض المسلمين الشيعة و ليس كلهم و تتحدث تلك الوسائل الاعلامية عن ولاية الفقيه و انها تكرس التبعية لايران و لمشروع ايران الفارسي الشيعي التوسعي في البلاد العربية .
في البداية على الرغم من ان الدول الخليجية تهاجم ولاية الفقيه بقوة فهي اكثر الدول التي تؤمن بولاية الفقيه لكن ليس ولاية الفقيه الايراني بل ولاية الفقيه الامريكي و الفرنسي و الصهيوني ، فتلك الدول التي تتحدث عن التبعية التي يكرسها مفهوم ولاية الفقيه تمتلئ اراضيها بالقواعد العسكرية الامريكية والاف الجنود الامريكيين وبعض الدول التي تهاجم ولاية الفقيه حققت تطور مهول في العمالة للغرب والتبعية للصهيوني ، فعلي سبيل المثال دولة الامارات لا تضم قواعد امريكية فقط بل تضم قواعد فرنسية ايضا لكي تحدث توازن استراتيجي في العمالة ما بين الولايات المتحدة و فرنسا ورغم وجود القواعد الامريكية و الفرنسية على اراضي الامارات فهذا لا يمنعها من انتقاد ولاية الفقيه الايراني فهي تكره ولاية الفقيه الايراني و لكنها تحب ولاية الفقيه الامريكي و الفرنسي و الصهيوني ، و دولة البحرين المحتلة امريكيا و سعوديا تهاجم ولاية الفقيه الايراني ، و قطر المحتلة امريكيا و تركيا تتهم مبدأ ولاية الفقيه انه يكرس التبعية ، وفق افكارهم ولاية الفقيه تجوز فقط للأمريكي و الفرنسي و الصهيوني
فتلك الدول الخليجية لا تكره ولاية الفقيه في حد ذاتها لكنها تؤمن بنوع معين و محدد من ولاية الفقيه و هي ولاية الفقيه الذي يسيطر على قرار الدول السياسي و ينهب ثروات الدول من غاز و نفط و يوهم تلك الدول بأنها في حالة عداء مع ايران لكي تشتري تلك الدول الفاشلة اسلحة بمليارات الدولارات من مصانع السلاح الامريكية و الفرنسية التي يمتلكها رجال اعمال صهاينة مزدوجي الجنسية لكي تنعش تلك الدول الاقتصادين الامريكي و الفرنسي و ترفع معدل نموهما الاقتصادي و توفر الاف فرص العمل للشباب الامريكي و الفرنسي العاطلين عن العمل و كل هذا يحدث في اطار التكليف الالهي الشرعي لتلك الدول بوجوب طاعة الولي الفقيه الامريكي و الفرنسي و الصهيوني
و يجب ذكر ملاحظة هامة و هي ان دول الخليج لا تكره ولاية الفقيه و لا تحاربها و لا تعترض عليها في حد ذاتها لعدة اسباب منها ان تلك الدول لا تعرف ماذا تعني ولاية الفقيه اصلا و لكن مفروض عليها امريكيا و صهيونيا الهجوم علي ولاية الفقيه لتشويه صورة محور المقاومة اعلاميا امام شعوب المنطقة ، فمحور المقاومة يحرج دول الخليج و يظهر خنوعها و استسلامها للمشروع الامريكي الصهيوني و لا تستطيع تلك الدول مواجهة المشروع الامريكي الصهيوني لانها كيانات وظيفية في الاساس خلقت لخدمة المشروع الاستعماري في المنطقة ، فكان الحل امام تلك الدول لتبرير خنوعها و استسلامها امام شعوبها هو تأجيج النعرات الطائفية و المذهبية بين شعوب المنطقة لكي تنسي تلك الشعوب المشروع الصهيوني و تنسي خنوع حكامها الخليجيين ، و لو كانت ايران تربطها علاقات جيدة بأمريكا و بإسرائيل كانت دول الخليج ستقول ان طاعة الولي الفقيه الايراني واجب الهي مقدس وان علي الخامنئي هو قائد الامة المغوار ، فدول الخليج تحب ما يحبه الصهاينة و تكره ما يكرهه الصهاينة ، لذلك فهم من رواد مدرسة ولاية الفقيه الامريكي و الفرنسي و الصهيوني !
احمد عادل – كاتب وباحث في الشأن السياسي – خاص
Discussion about this post