انتقادات صحيفة فاينانشيال تايمز تعبر عن محصلة القلق الاقتصادي العالمي تجاه تركيا.
لندن – قال الخبير الاقتصادي بول مكنمارا إن الدولة والأشخاص الذين توجه لهم صحيفة فاينانشيال تايمز انتقادات في مجال السياسات المالية والاقتصادية عليهم أن يدركوا أن هذه الانتقادات ليست مزحة وأنهم بحاجة إلى “الكثير من الحظ” لمواجهتها.
وتأتي تحذيرات مكنمارا، وهو خبير اقتصادي ومدير للاستثمارات في مجموعة جي.أي.أم الاستثمارية، في تعليق على ما اعتبره مراقبون أخطر تقرير نشرته الصحيفة عن حال الاقتصاد التركي، الأمر الذي دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للرد فورا عليها مدافعا عن سياساته وسياسات صهره وزير المالية براءت البيرق.
وقال خبراء إن الانتقادات التي وجهتها الصحيفة واستثارت أردوغان اليوم إنما تعبر عن محصلة القلق الاقتصادي العالمي تجاه تركيا وإن الليرة وتذبذب سعر صرفها يعكسان هذا القلق.
وانتقد أردوغان، الخميس، وسائل الإعلام الغربية، وأشار بالتحديد إلى صحيفة فاينانشيال تايمز، وذلك على خلفية تقرير بشأن حالة الاقتصاد التركي.
وقال في مؤتمر اقتصادي دولي في أنقرة إن وسائل الإعلام الأجنبية تصور بصورة خاطئة الاقتصاد التركي على أنه “انهار”. وبدل تقديم أرقام أو حقائق لنقد تقرير الصحيفة البريطانية خلط أردوغان بشكل متعمد في حديثه بين وعوده بالنمو الاقتصادي وبين وجود أربعة ملايين لاجئ في بلاده، في محاولة لتبرير الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها تركيا.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن صافي الاحتياطيات الأجنبية التي أعلن عنها البنك المركزي بلغ 28.1 مليار دولار في أوائل أبريل، وهو مبلغ اعتقد المستثمرون بالفعل أنه غير كاف بسبب حاجة تركيا الشديدة إلى الدولار لتغطية الديون والتجارة الخارجية.
لكن الحسابات التي أجرتها الصحيفة تشير إلى أن هذا الإجمالي تعزز من خلال الزيادة غير المعتادة في استخدام الاقتراض أو المقايضات قصيرة الأجل، منذ 25 مارس الماضي، وباستبعاد تلك المقايضات، فإن الإجمالي أقل من 16 مليار دولار.
ويتخوف المستثمرون من توجّه السياسة الاقتصادية في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان، وأن حالة الدفاعات المالية تجعل البلاد غير مجهزة للتعامل مع أي أزمة سوق محتملة.
وقال كان سيلكوكي، رئيس مركز أبحاث إسطنبول الاقتصادي، وهو كيان استشاري، إن المواطنين الأتراك رأوا أن العملة “كمقياس يعكس مدى قوة الاقتصاد التركي”. ولهذا السبب أضافت تقلبات العملة الأسبوع الماضي إلى الشعور بالظلام الاقتصادي.
وأضاف سيلكوكي أن أردوغان لا يستطيع أن يتحمل هذه الحالة من عدم الاستقرار، ولذا جاءت المحاولة الأولى للسلطات التركية من جانب البنك المركزي، الذي سرعان ما استهلك خلال الشهر الجاري، ثلث احتياطاته من العملات الأجنبية، التي هي ضئيلة بالأساس، في محاولة واضحة للحفاظ على ثبات العملة