مما لاشك فيه أن المشهد لجورج فلويد تحت ركبة الشرطي الأمريكي وهو لا يستطيع التقاط بعض الأنفاس لتبقيه على قيد الحياة حاضرة في ذهن كل شخص لديه الحد الأدنى من الإنسانية والضمير الإنساني في هذا الزمن الصعب، ومن هنا
التركي الإخواني التقط مشهد الخنق الأمريكي لتجديد ولتقديم اوراق اعتماده لدى الأمريكي من جديد في المنطقة الشمالية الشرقية من سورية مع التعديل الكبير من الاجرام على المشهد تعديلا وراثيا مبني على اسس الايديولوجيا الإخوانية التكفيرية الإرهابية من خلال قطع المياه عن سكان مدينة كاملة وهي الحسكة ام الأنهار والماء ضاربا عرض الحائط كل الأعراف الإلهية والسماوية ( وجعلنا من الماء كل شئ حي ) والأخلاقية والإنسانية والقانونية الدولية وميثاق الأمم المتحدة ومعاهدات جنيف وغيرها.
مما لا شك فيه أن السلوك التركي باستخدام الخنق المائي على ابناء الحسكة والذين يشكلون مليون مواطن يريد القول للأمريكي اني سأجعل من الخنق المائي وسيلة للموت وتدمير الحياة فيها من اجلكم ومن أجل مشروعكم التدميري للمنطقة ، وإذا انتم استخدمتم الخنق الهوائي بعنصريتكم على فرد زنجي أما أنا أستطيع بتفكيري وتكفيري الإخواني ما لم تستطيعوا فعله على سكان هذه المدينة، التي يخترقها ويتحلق حولها أهم 3 أنهار تنطوي عليها الجغرافيا السورية إلى جانب أنهار صغيرة أخرى، ان منطقة الجزيرة يمر منها خمسة انهار عذبة ( الفرات – الخابور – دجلة – البليخ – جغجغ ) كافية لأرواء سوريا وبلاد الشام كلها أسرى حقيقيين بفعل قطرة مياه الشرب التي يتواتر قطعها ضمن حرب ميليشياوية سيئة يتوزع على طرفيها مسلحون يخضعون للجيشين الأمريكي والتركي، ويمتشقون في معاركها أكثر احتياجات حساسية ولا ننسى هذه المنطقة الجزيرة هي من الأغنى والاخصب بمنطفة الشرق الاوسط وبمساحات مسطحة من شرقها لغربها لشمالها لجنوبها تحتوي على ثروات بكميات هائلة ومرعبة والاكثر بالمنطقة من ( نفط – غاز – فوسفات – اسمنت – اسفلت – ملح صخري )
ومن هنا يعيش سكان الحسكة، يعانون شحاً مائياً خطيراً نتيجة وقوع مصدرهم المائي الوحيد،”مشروع آبار علوك”، تحت سيطرة الفصائل الارهابية الخاضعة للجيش التركي، وهؤلاء يستخدمون “سلاح المياه” بطريقة مفرطة في سياق تنافسهم مع ميليشيات “قسد الكردية” الخاضعة للجيش الأمريكي، عبر القطع المتكرر والغوغائي لإمدادات المياه عن نحو مليون مدني منذ عدة أشهر يدفعون كل هذا الثمن لو لم تمر الحرب في حياتهم بسبب موقفهم الوطني مع دولتهم التي لم تتدخل جهدا في تحقيق التنمية المستدامة من خلال جملة من المشاريع المائية التنموية الإستراتيجية لتحقيق نهضة تنموية لمنطقة الجزيرة السورية (شرق الفرات)، نذكر منها وأهمها على سبيل المثال لا الحصر “مشروع جرّ مياه دجلة” إلى المحافظة
في 10 مارس/آذار 2011، “جر مياه نهر دجلة” الحيوي، إلا أن انطلاق الحرب على سوريا في تلك الأيام، أوقف العمل به حتى عام 2014 ، كذلك جرّ مياه نهر دجلة إلى محافظة الحسكة. مع “ستروي ترانس غاز” إقامة محطة الضخ الرئيسية وأنابيب الدفع في منطقة عين ديوار في أقصى شمال شرق المحافظة عند المثلث السوري العراقي التركي،
وغيرها من المشاريع من أجل تحقيق الاستقرار الزراعي والأمن الغذائي و توفير فرص عمل وفرص استثمار فيها، ودعم شبكات نهر الخابور الذي يخترقها وإعادة الحياةإيجاد فرص لمشاريع سياحية وأخرى تتعلق بالإنتاج الحيواني.
التي ستنعكس على حياتها الاقتصادية والزراعية والاجتماعية خاصة أن مساحة منطقة الجزيرة في سوريا ( الرقة – دير الزور – الحسكة ) هي أكبر بنسبة 1,3 من مساحة هولندا وهي تشكل حقيقية سلة اقتصادية زراعية صناعية لسورية
مما ورد لابد القول أن ما يقوم به الاحتلال الأمريكي والتركي ومرتزقتهم من تنظيمات إرهابية تابعة للتركي او قسد التابعة للأمريكي هي جرائم حرب ضد الإنسانية ومخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية ومن حق أبناء تلك المقاومة لكل قوى الاحتلال وسياساتهم الإرهابية للتخلص من الخنق الإرهابي الاقتصادي وعلى رأسها الحنق المائي كونها تمس الحياة برمتها الشجر والبشر والثروة الحيوانية
أمام كل ذلك أبناء المنطقة لا يقبلون باي شكل من الأشكال إعادة تجربة جورج فلويد بالموت دون مقاومة ورفض لمثل هذا الإرهاب مستمدين القوة والعزيمة من تجربة دمشق عندما حاولت التنظيمات الإرهابية قطع مياه الشرب عن سكانها ستة مليون وباءت بالفشل امام إرادة الحياة
الدكتور عوني الحمصي -- الباحث في العلاقات الدولية سنمار سورية الاخباري