عرض فيديو للمقاومة عن هدف وهمي صهيوني على الحدود يكشف سعي ولهاث جيش الاحتلال الصهيوني لمحاولة خداع المقاومة وجعلها تضرب رجلاً آلياً، على هيئة جندي، للتخلص من حالة الانتظار القاتلة بانتظار رد المقاومة، وهي الحالة التي يعاني منها جيش الاحتلال منذ خمسة أسابيع… والتي عززها تأكيد امين حزب الله السيد حسن نصرالله في العاشر من محرم، بقوله انه مهما طال الوقت سيخرج الجيش الإسرائيلي المختبئ إلى الطريق وسنلاقيه… فقرارنا هو قتل جندي صهيوني مقابل استشهاد احد مجاهدي المقاومة لتثبيت معادلة الردع…
انّ زيادة انكشاف حالة العجز والرعب والخوف التي بات يقبع فيها جيش الاحتلال، تؤكد جملة من الحقائق المهمة التالية…
الحقيقة الأولى، انّ المقاومة تتلاعب بأعصاب الجيش الإسرائيلي، فتبقيه في حالة استنفار دائمة على «رجل ونص»، بانتظار قيامها بالردّ على استشهاد المقاوم على محسن، بعدوان صهيوني قرب مطار دمشق… وهذا الوضع هو ما يجعل الجيش الإسرائيلي يفقد تماسكه وقدرته على التحمّل والصبر ريثما يحصل ردّ المقاومة…
الحقيقة الثانية، انّ المقاومة رسخت مقولة سماحة السيد حسن نصرالله بعد انتصار 2000… بـ «أنّ اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت»…
انّ لعبة الدمى كشفت مدى الجبن الذي بات عليه الجيش الإسرائيلي في مواجهة المقاومة التي تحوّلت بالنسبة اليه إلى كابوس يومي شاهد على هزيمته وإذلاله وتحطيم جبروته واسطورته المزيفة التي روّج لها في الماضي عن استحالة الوقوف في مواجهته ومنعه من تحقيق ما يريد عندما يقدم على شنّ عدوان على الدول العربية…
الحقيقة الثالثة، انّ لعبة الدمى أكدت حقيقية انّ المقاومة نجحت في تحقيق انقلاب في صورة ومشهد الصراع، حيث باتت المقاومة هي التي تمسك بزمام المبادرة وتحدّد وتقرّر متى تردّ وأين، وتجعل جيش الاحتلال ينتظر هجوم المقاومة وهو مرعوب لا يعرف التوقيت والمكان…
الحقيقة الرابعة، انّ لعبة الدمى – الخدعة كانت تحصل في الحروب التقليدية، لكن مع التطوّر التقني العسكري نجحت المقاومة في وضع نهاية لمثل هذه الخدع الصهيونية التقليدية… على أنّ لجوء قيادة الجيش الصهيوني إلى لعبة الدمى انما يكشف عجزه ومأزقه في مواجهة المقاومة…
وهذا يؤكد حقيقة انّ القوة العسكرية الصهيونية، التي كانت ترهب العرب في السابق، باتت قوة مرعوبة وخائفة… وانّ المقاومة اليوم تؤكد انّ الجندي الإسرائيلي إنما هو جندي جبان يخاف قتال مقاومين أشداء يملكون عقيدة وإرادة القتال وروح الاستشهاد وإتقان كلّ فنون القتال…
الحقيقة الخامسة، انّ حيل العدو لخداع المقاومة باتت مكشوفة، وهي تعرّي «إسرائيل» أمام الرأي العام، بأنّ جيشها عاجز عن حماية نفسه من ردّ المقاومة وأنه بات يبحث عن شتى الوسائل لتجنب هذا الردّ او للحدّ والتخفيف من اثره…
الحقيقة السادسة، انّ حالة الجيش الإسرائيلي المهزوم نفسياً والمنهار معنوياً في مواجهة المقاومة التي هزمته مرات ومرغت أنفه بالتراب وأذلته عام 2000 وعام 2006، باتت حالته تشبه حالة الجيوش العربية المهزومة في حربي ٤٨ و٦٧، فاليوم الجيش الإسرائيلي بات مهزوماً ويخاف مواجهة المقاومة…
الحقيقة السادسة، انّ المقاومة نجحت في فرض منظومة ردعية متكاملة، جعلت جيش العدو في حالة استنفار مستمرة خوفاً من ردّ المقاومة، كما جعلته يظهر في حالة هستيريا فاقداً لأعصابه، يقف على رجل ونص، يحاول بأيّ طريقة التخلص من الوضع الحرج الذي بات عليه ضباطه وجنوده وهو وضع يكشف ضعفه وارتباكه، الأمر الذي دفع قادة هذا الجيش إلى الذهاب حدّ اختراع خدعة الرجل الآلي – الدمية ليكون هدفاً تضربه المقاومة وتنتهي المسألة ويتخلص الجيش الإسرائيلي من هذا الوضع الحرج الذي أصبح فيه…
لكن المقاومة تريد أن يفهم العدو انّ هناك معادلة ردعية فرضتها، وهذه المعادلة تقضي بالردّ بالمثل على استشهاد احد مقاوميها بقتل جندي صهيوني، ولذلك العدو يخبّئ جنوده ويبعدهم عن الحدود… غير أنّ ما ارتكبه العدو من عدوان سيحاسَب عليه، والمقاومة ليست مستعجلة، وكلما طال الوقت فإنّ الجيش الأسطوري يظهر هزيلاً وخائفاً… وفي النهاية سوف تتمكن المقاومة من قتل جندي في لحظة استرخاء الجيش الإسرائيلي… انها معادلة الردع المكونة التي فرضتها قوة المقاومة وانتصاراتها، ونجاحها في كيّ وعي الجيش الصهيوني، وشنّ حرب نفسية مركزة ضدّه، تظهر نتائجها الآن على الجيش الإسرائيلي، الذي يبدو عاجزاً وواهناً ومرعوباً مختبئاً في جحره لا يجرؤ على الخروج خوفاً من تعرّض جنوده لهجوم المقاومين، فهذا الجيش الذي لم يعد قادراً على حماية جنوده من ردّ المقاومة، كيف به يحمي أمن الكيان ومستوطنيه… انها المنظومة الردعية التي فرضتها المقاومة، والتي باتت تملك زمام المبادرة، والتحكم بمسار الصراع، والقدرة على تحديد موعد ومكان الردّ، والتأكيد بأنّ يدها أصبحت هي العليا، وأنّ المعادلة التي كانت فيها يد العدو هي العليا أو الطولى قد انتهت…
أليس من المنطقي القول، بعد كلّ هذه الإنجازات للمقاومة، وهذه الصورة التي أصبحت عليها القوة الصهيونية، اننا بتنا في عصر المقاومة المنتصرة التي تفرض معادلات الردع في الصراع مع العدو، وأنّ عصر أسطورة القوة الصهيونية قد ولى، وأنّ هذه القوة الغاشمة المحتلة باتت قوة مهزومة، معنوياً ونفسيا، بعد أن هزمتها المقاومة في ميادين القتال المباشر، ودمّرت عنجهيتها وغطرستها وكسرت شوكتها، وألحقت الهزيمة بروح الضباط والجنود الصهاينة الذين باتوا بحالة هزيمة من داخلهم قبل أن يبدأوا ايّ معركة في المستقبل مع رجال المقاومة…
حسن حردان – البناء