تحيي المنظمات والحكومات اليوم العالمي للصحة النفسية، الأحد، بهدف زيادة وعي الأفراد وتثقيفهم وتقليل وصمة العار حول أمراض الصحة العقلية.
ويعد هذا اليوم فرصة للمنظمات ليس فقط لزيادة الوعي بأهمية الصحة النفسية، لكن أيضا لتوفير الأموال حتى تتمكن من الوصول إلى شخص آخر مصاب وتغيير حياته للأفضل.
- قلة النوم لـ٣ ليالٍ متتالية تضرب الصحة العقلية والجسدية
الصحة النفسية جزء أساسي لا يتجزّأ من الصحة العامة للإنسان، وهي تتجاوز مفهوم انعدام الاضطرابات أو حالات العجز النفسية.
يحمل اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يصادف 10 أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، شعار “الرعاية الصحية النفسية للجميع: لنجعل هذا الشعار واقعا”.
أما موضوع احتفالية هذا العام فهو “الصحة العقلية في عالم غير متكافئ”، ويهدف إلى معالجة التفاوتات العميقة في مجتمعاتنا.
وفقا لموقع الاتحاد العالمي للصحة العقلية فإن “عام 2020 سلط الضوء على عدم المساواة واحترام حقوق الإنسان في العديد من البلدان”، لذا كان اختيار موضوع “الصحة العقلية في عالم غير متكافئ” ضروريا.
هذا الموضوع يسلط الضوء أيضا على أن الوصول إلى خدمات الصحة النفسية لا يزال غير متكافئ، فهناك نحو 75% إلى 95% من المصابين باضطرابات نفسية غير قادرين على الوصول إلى خدمات الصحة النفسية على الإطلاق.
كما أن وصمة العار والتمييز التي يعاني منها هؤلاء الأشخاص لا تؤثر فقط على صحتهم الجسدية والعقلية، بل أيضًا فرصهم التعليمية وآفاق العمل وتمتد إلى أسرهم وأحبائهم.
حقائق وأرقام مهمة عن الصحة النفسية
كشفت منظمة الصحة العالمية، في تقرير حديث نشرته بتاريخ 13 سبتمبر/ أيلول 2021، عن أحدث الأرقام في عالم الصحة النفسية والعقلية، أبرزها:
- فوائد عطلة نهاية الأسبوع.. النوم ساعة إضافية يقلل الاكتئاب
– هناك نحو 280 مليون شخص (3.8%) يعانون من الاكتئاب.
– تشير التقديرات إلى أن 5.0% من البالغين يعانون من الاكتئاب.
– 5.7% من الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة مصابون بالاكتئاب.
– يعاني 1 من كل 5 أطفال ومراهقين في العالم من اضطراب عقلي.
– تصاب النساء بالاكتئاب أكثر من الرجال.
– قد يؤدي الاكتئاب في أسوأ حالاته إلى الانتحار، حيث ينتحر سنويا أكثر من 700000 شخص.
– الاضطرابات النفسية والعصبية تشكل 10% من العبء العالمي للمرض، و30% من عبء الأمراض غير المميتة.
– رغم وجود علاجات فعالة للاضطرابات النفسية، فإن أكثر من 75% من الأشخاص في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل لا يتلقون أيا منها.
– هناك 792 مليونا (واحد من كل عشرة) يعيشون مع اضطراب في الصحة العقلية، وفقا لدراسة أجريت في عام 2017 ونشرها موقع ourworldindata.
تأثير فيروس كو.ر.و.نا على الصحة النفسية
في اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يصادف 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، ستكون 18 شهراً قد مضت منذ اندلاع جائحة “كوفيد-19”.
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن وباء كورونا كان له 3 تأثيرات رئيسية على الصحة العقلية للناس، ما يضاعف أهمية تسليط الضوء على اليوم العالمي للصحة النفسية ويفاقم أهميته.
وفي حين بدأت الحياة تعود إلى شيء من طبيعتها في بعض البلدان، فإن معدلات انتقال العدوى والاستشفاء لا تزال مرتفعة في بلدان أخرى، ما يواصل إرباك حياة الأسر والمجتمعات المحلية.
- كيف زادت مشاكل النوم من الاكتئاب والقلق خلال جائحة كو.ر.و.نا؟
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الجائحة ألحقت أثراً فادحاً بالصحة النفسية لدى الجميع وإن كانت بعض الفئات تضررت بشكل خاص، من بينها العاملون الصحيون والطلاب ومن يعيشون بمفردهم والمصابون بحالات صحية نفسية.
وأظهر المسح الذي أجرته منظمة الصحة منتصف عام 2020 أن خدمات الصحة النفسية والعصبية وخدمات اضطرابات تعاطي مواد الإدمان قد تعطلت بشدة أثناء الجائحة.
الاتحاد العالمي للصحة العقلية سلط الضوء على آثار عدم المساواة بين البشر على النتائج الصحية في ظل أزمة كورونا المستجد.
وأثر الوباء على الناس من جميع الأعمار بطرق عديدة: من خلال العدوى والمرض ما يؤدي إلى الوفاة أحيانا التي تسبب الفجيعة للأفراد الباقين على قيد الحياة، ومن خلال التأثير الاقتصادي مع فقدان الوظائف واستمرار انعدام الأمن الوظيفي؛ فضلا عن التباعد الجسدي الذي يمكن أن يؤدي إلى العزلة الاجتماعية.
وذكر الاتحاد، في بيان بهذه المناسبة، أن “الوباء سلط الضوء بشكل أكبر على آثار عدم المساواة بين الجميع على النتائج الصحية، ومن الضروري الإسراع في معالجة هذا التفاوت والتصرف بشكل عاجل”.
بالتزامن مع تفشي جائحة “كوفيد-19″، التي كشفت بشكل واضح حاجتنا المتزايدة لدعم الصحة النفسية، جاءت الطبعة الجديدة من أطلس الصحة النفسية مخيبة للآمال، وأظهرت إخفاق العالم في مدّ الأفراد بخدمات الصحة النفسية التي يحتاجونها.
وتحمل الطبعة الحديثة من الأطلس، التي تتضمن بيانات من 171 بلدا وتصدر عن منظمة الحصة العالمية، إشارة واضحة بأن الاهتمام المتزايد بالصحة النفسية في السنوات الأخيرة لم يسفر بعدُ عن زيادة في خدمات الصحة النفسية الجيدة التي تتماشى مع الاحتياجات.
وعلق المدير العام للمنظمة: “رغم الحاجة المتزايدة إلى خدمات الصحة النفسية في ظل الجائحة، فإنه من المقلق أن نرى أن النوايا الحسنة لا تقابل بالاستثمار. علينا زيادة الاستثمار في الصحة النفسية، إذ لا صحة بدون الصحة النفسية”.