الأعمار بيد الله سبحانه.. لا شك، لكن دراسة جديدة لباحثين في جامعة كاليفورنيا خلصت إلى أن الجينات التي تلعب دوراً أساسياً في بناء مكونات خلايانا يمكن أن تؤثر أيضاً في عمر الإنسان.
سابقاً وجدت الدراسات أن الجينات تطيل عمر الكائنات الصغيرة، مثل جعل ذباب الفاكهة يعيش أطول بنسبة 10%، لكن هذه المرة الأولى التي أظهر فيها العلماء ارتباطاً في البشر أيضاً، كما أفادوا في ورقة بحثية جديدة.
وقال المؤلف المشارك الرئيسي للدراسة، الدكتور نظيف أليك من معهد الشيخوخة الصحية بكلية لندن الجامعية: “رأينا بالفعل من خلال بحث سابق مكثف، أن تثبيط جينات معينة تشارك في صنع البروتينات في خلايانا، يمكن أن يطيل عمر الكائنات الحية النموذجية مثل الخميرة والديدان و الذباب، ومع ذلك، فقد لوحظ أن فقدان وظيفة هذه الجينات عند البشر يسبب أمراضا، مثل اضطرابات النمو المعروفة باسم اعتلالات الريبوسومات”.
وأضاف: “هنا، وجدنا أن تثبيط هذه الجينات قد يؤدي أيضاً إلى زيادة طول العمر لدى الأشخاص، ربما لأنها أكثر فائدة في وقت مبكر من الحياة قبل أن تسبب مشاكل في أواخر العمر”، حسب موقع “روسيا اليوم”.
وتشارك الجينات في الآلية التركيبية للبروتين لخلايانا، وهو أمر ضروري للحياة، لكن الباحثين يقولون إننا قد لا نحتاج إلى القدر نفسه من تأثيرها في وقت متأخر من العمر. ويبدو أن هذه الجينات هي مثال على تعدد النمط الظاهري (فرضية تقدم تفسيرا تطوريا للشيخوخة: تحكُّم جين واحد بأكثر من سمة مظهرية في الكائن الحي).
وراجع الباحثون البيانات الجينية من الدراسات السابقة التي شملت 11262 شخصاً عاشوا حياة طويلة بشكل استثنائي، إلى عمر يزيد على التسعين مقارنة بأترابهم. ووجدوا أن الذين يعانون من انخفاض نشاط جينات معينة كانوا أكثر عرضة لعيش حياة طويلة جداً.
وترتبط الجينات باثنين من إنزيمات بوليميراز الحمض النووي الريبوزي (Pols)، التي تقوم بنسخ الريبوسوم ونقل الحمض النووي الريبوزي، وهما Pol I وPol III، إضافة إلى التعبير عن جينات بروتين الريبوسوم.
ووجد الباحثون دليلاً على أن تأثيرات الجينات مرتبطة بتعبيرها في أعضاء معينة، بما في ذلك دهون البطن والكبد وعضلات الهيكل العظمي، لكنهم وجدوا أيضاً أن التأثير في طول العمر تجاوز مجرد الارتباط بأي أمراض محددة مرتبطة بالعمر.
وتضاف النتائج إلى الدليل على أن الأدوية مثل الراباميسين، وهو منظم مناعي يعمل على تثبيط Pol III، قد يكون مفيداً في تعزيز العمر الصحي.
وقالت البروفيسورة كارولين كوتشينباكر، من معهد علم الوراثة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: “إن أبحاث الشيخوخة في الكائنات الحية النموذجية، مثل الذباب، وفي البشر، غالبا ما تكون جهوداً منفصلة. نحن هنا نحاول تغيير هذا. في الذباب يمكننا أن نتلاعب تجريبياً بجينات الشيخوخة ونستقصي الآليات. ولكن في النهاية، نريد أن نفهم كيف تعمل الشيخوخة في البشر. والجمع بين المجالين معاً باستخدام طرق مثل تقنية “مندليان العشوائية” لديه القدرة على التغلب على قيود كلا المجالين”.
منصة إعلامية إلكترونية تنقل الحدث الإخباري بشكلٍ يومي تعني بالشؤون المحلية والعربية والعالمية تشمل مواضيعها كافة المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية إضافة إلى أخبار المنوعات وآخر تحديثات التكنولوجيا