رفعت الشركات المشاركة في مهرجان سوق رمضان الخيري في مدينة المعارض القديمة بدمشق أسعارها منذ بداية المهرجان أكثر من 300 ليرة على كل سلعة، وبعض الأسعار أغلى من أسعار الأسواق، وفقد المهرجان الغاية التي وجد من أجلها، والصفة الذي لبسها، كونه لا يمت إلى الخير بصلة.
والشركات 250 المشاركة لم تحترم التوجه بتخفيض الأسعار أقل من الأسواق، وجميع الوعود لفرز لجان مشتركة لمراقبة الأسعار تبخرت.
المتسوقون حضروا ولكن للأسف وجودنا للفرجة كما صرحوا لموقع “سنمار” وقال المتسوقون: إن شركة كبور رفعت أسعار المتة أكثر من 300 ليرة بعد إطلاق المهرجان، ويبيعون لكل متسوق علبة واحدة، وإذا كان شعار المهرجان من المنتج إلى المستهلك فعلى الشركة أن تبيع المتة أقل من سعر السوق ب 20 بالمئة، إذا اعتبرنا أن ربح تاجر الجملة 10 بالمئة، والمفرق 10 بالمئة، لكن للأسف لم تحترم الشركة كما كل الشركات المشاركة بالمهرجان وجودها في المعرض خلال شهر رمضان المبارك، ورفعت أسعارها دون مبرر كون سعر الصرف في السوق السوداء لم يتحرك، وكان بإمكانها عدم عرض المتة بدلا رفع سعرها، وهذا يناقض تماما توجهات الوزراء والمسؤولين الذين اوضحوا على شاشات الإعلام للقول أن “المهرجان يبيع أقل من سعر السوق” .
ومن المتة إلى الزيت النباتي الذي فقد من السوق تماما، وأكثر من 10 شركات متخصصة بتعبئة الزيت وتتاجر بالزيت سحبت مادة الزيت من المعرض دون أن تجد من يسألها أين الزيت، أو يقوم بكبسات رقابية على مستودعاتها، وللأسف بعض الشركات التي حجزت جناحها من جهة النهر وتعتبر نفسها من كبار الشركات فتحت صندوقين من الزيت لتوزيعهم يوم الافتتاح، وأمام المسؤولين فقط دون أن تجد من يحاسبها على فعلتها، والزيت اليوم يوزع فقط في صالة السورية للتجارة عبر البطاقة الذكية، والمستفيد عليه أن يحضر قبل ساعة من التوزيع، والانتظار لساعات في الطابور .
ومن الأعمال المشينة التي يجب أن تتوقف فورا في المعرض هو ما يذاع عبر مكبرات الصوت أن إحدى الشركات ستوزع 10 عبوات منظفات أو غيرها لأسر الشهداء، وحصرا لمن يحمل بطاقة شرف، والتوزيع خلال دقائق محددة، وكأنها تعمل دعاية باسم الشهداء، وهنا ننقل نبض بعض الأسر التي قالت لنا كفوا عن هذا السلوك المقيت، والذي لا يحترم أسر الشهداء، وهم لا يرغبون بهذه الأفعال، ومن يريد أن يقوم بحملة تسويقية لاسم شركته فليبحث بعيدا عن القديسين الشهداء، ومن يريد أن يقدم لأسر الشهداء بصدق فالباب مفتوح، والأجر محتسب عند رب العالمين.
ومن المضحك أن تجد الشركات كل شركة تطرح عبر مكبرات الصوت ما يحلو لها من عروض وهمية، ولفترة محددة لدقائق، والعروض مضحكة، ولا تخص أصحاب الدخل المحدود بل خاصة بكبار المستهلكين، وهذه العروض بطبيعة الحال موجودة كونه في العرف التسويقي من يشتري بكميات كبيرة يكون السعر أرخص، بينما سعر القطعة ثابت وفي الغالب أغلى من السوق.
التجار في السوق مسكت يدها بالبيع وغير كريمة بالتذوق حتى هذه الميزة التي كان يستمتع الزوار وخاصة الأطفال بها تخلت عنها الشركات المشاركة، والتي تعتبر إقامة المهرجان الغاية الأساسية للشركات الوصول إلى آراء المستهلكين حول المنتجات من خلال تقديم التذوق لهم، ومن دون أن تراعي هذه الشركات أن التذوق هو صدقة في شهر رمضان المبارك.
وعندما تسمع عن كبار الشركات المشاركة في المهرجان من بن حسيب إلى الشيف نديم إلى بيتنجانة إلى مكي إلى دلتا إلى كبور إلى الدرة وسيدي هشام وبن الحموي وسوارين وغيرها يأتي إلى ذهنك أن هذه الشركات كرمها في الأسواق لا حدود له، لكن للأسف عروضها محدودة وإيدها ماسكة بالبيع وهمها الأول والأخير الظهور بالإعلام وإيصال رسائلها التسويقية وإلى من يهمه الأمر في الحكومة.
ومن الشركات الجديدة بالمنظفات التي تشارك ومنتجاتها غير معروفة، وأسعارها ليست برخيصة، وقامت بإعداد سلة عروض لتسويق البضائع الكاسدة لديها بالبضائع المطلوبة لكنها لم تجد طريقها إلى بيوت المستهلكين، والبضائع الأخرى المتدنية الجودة أو ما يعرف ببضاعة البسطات كانت العروض عليها لبضع دقائق لكنها في المجمل أسعارها مقاربة لسعر السوق ولا تحمل أي عروض مغرية.
في النهاية ما نود قوله هل هذا المهرجان حقق الغاية من وجوده فقط في جمع المستهلكين في أجواء الإنارة وبجانب نهر بردى وهديره المفعم بالخير، إذا كانت هذه الغاية نعم حقق الهدف من إقامته، وإذا كانت الغاية تأجير أصحاب الشركاء والاستفادة من تأجير المساحة لخزينة محافظة دمشق نعم حقق هذه الغاية، أما من يدعي أن غايته الخير وتقديم العروض للمستهلكين عليه أن يكف عن الترويج لهذه الغاية، لأن الشركات رفعت أسعارها بعد أول أسبوع من افتتاح السوق، وأسعارها أغلى من سوق باب سريجة، وما دفعته الشركات من زكاة لأموالها، ونحن لا نعلم إن كانت دفعت ولا أين ذهبت لم يستفيد منها المواطن، والمهرجان وجد للفرجة فقط.
منصة إعلامية إلكترونية تنقل الحدث الإخباري بشكلٍ يومي تعني بالشؤون المحلية والعربية والعالمية تشمل مواضيعها كافة المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية إضافة إلى أخبار المنوعات وآخر تحديثات التكنولوجيا