كما الفواعل من غير الدول تقوم بدور الوكالة في سياسات الدول، فهناك دول تقوم أيضاً بنفس الدور لتحقيق مصالح الدول الأخرى. وفي حال الولايات المتحدة وروسيا هناك واشنطن تتمسك بأحادية قوتها العالمية، وموسكو تسعى لكسر هذا الاحتكار، وكلتاهما قوتان نوويتان وتتقاربان في هذه القوة. ومن هذا المنظور، فإن الحرب المباشرة بينهما مستبعدة، لأنها قد تدفع للمواجهة النووية التي فيها فناء كل منهما، ولعل أزمة كوبا عام 1961 هي المثال الواضح على ذلك. واليوم يتكرر السيناريو نفسه، فالولايات المتحدة تلجأ لخيار العقوبات الاقتصادية التي في حالة روسيا قد لا تحقق أهدافها نظراً لدرجة الاعتماد المتبادل بين روسيا وعدد كبير من الدول.