اعتبر الباحث والكاتب السياسي حسن شقير، التحرك الروسي الاخير القيام بطلعات جوية واستعراض عسكري على امتداد الشريط الحدودي مع تركيا، انما هو رد غير مباشر على التصريحات الامريكية التي ادعت ان روسيا قد تركت الميدان السوري، وانها تعيش لحظة ضعف جراء حربها في اوكرانيا.
خاص بالعالم
وقال شقير في حديث لقناة العالم خلال برنامج “مع الحدث”: ان التصريحات الامريكية قد تكون اشارة امريكية ايضاً لتركيا بان روسيا الان ليس لديها القوة وليس لديها اية اوراق ضغط كي تمنع عملية تركية داخل سوريا.
واوضح شقير، ان هذا الموضوع استفز الجانب الروسي، الذي اثبت برسالة عملية على الارض سواء للامريكيين المتواجدين في شرق سوريا ولتركيا التي تهدد بعملية رابعة، بانه مازال موجوداً في الميدان وان وحدة الدولة السورية مازال نصب اعينها وهو استراتيجي وحيوي بالنسبة لها.
واضاف شقير، ان روسيا بعد كل ما بذلته في سوريا من جنود وعتاد عسكري واستنزاف مالي لا يمكن ان تترك سوريا التي تتمتع بموقع استراتيجي جداً مهم لروسيا في البحر المتوسط، بمجرد انها انشغلت في حرب مع اوكرانيا، لذلك كان التحرك الروسي تذكير اولاً لتركيا بان هناك اتفاقات ايضاً اخلت بها بفصل ما يسمى الجماعات المعتدلة عن الجماعات الارهابية، وكذلك هي رسالة ثانية للجانب الامريكي بانها ليست في موقع ضعيفة او انها مشغولة عن سوريا، ليتم اخذ منطقة الشمال السوري الى الانفصال بالتعاون مع الجانب التركي.
من جانبه، الاستاذ في الاكاديمية الروسية د. محمود الافندي، ان روسيا تعلم بالمخطط الامريكي القديم بوصل الشمال الشرقي بالشمال الغربي السوري، بانشاء ما يسمونها بمنطقة آمنة.
وقال الافندي: ان المخطط الامريكي في هذه المنطقة الجغرافية كبيرة تقريباً، حيث يقتطع 23 بالمائة من الاراضي السورية، وتنعم بنمو اقتصادي يتم على اساسها نزوح المجموعات المسلحة من الداخل السوري الى هذه المنطقة التي تسمى بالمعارضة، وبنفس الوقت تكون هناك عقوبات شديدة على الحكومة السورية.
واوضح الافندي، ان الدعم الامريكي للادارة الذاتية التي تديرها PKK (حزب العمال الكردستاني) والتي يعتبرها النظام التركي منظمة ارهابية، ادى الى فشل المخطط الامريكي، غير ان الوضع الجيوسياسي الراهن بانشغال روسيا بالحرب مع اوكرانيا، اعطى الامريكان فرصة نوعاً ما بالتلويح للحكومة التركية بان تستغل هذا الواقع، يسلم خلالها الامريكان ورقة الاكراد لتركيا من اجل تحقيق حلمهم بوجود ما يسمى المنطقة الآمنة، معتبراً ان هذا ما تحذر منه سوريا.
بدوره، اكد الكاتب السياسي مناف كيلاني، ان هناك رسائل وتسريبات امريكية، جميعها منظمة، اي الهدف منها بالونات اختبار لمعرفة رد فعل الخصم او العدو.
وقال كيلاني، ان العدو والخصم الاول لامريكا هو روسيا، كما ان هذه الرسائل نوع من التحريض للجانب التركي لكي يكون هناك نوع من المزايدة مع روسيا، معتبراً ان اي استعراض روسي في الشمال السوري ليست رسالة موجهة للجانب التركي بحكم تبادل المصالح معه، وانما هي للجانب الامريكي.
واوضح كيلاني ان المواجهة الروسية ليست مع تركيا، لان الاخيرة لا تطمح بالاستيلاء على المزيد من الارض السورية، لانها بالفعل تسيطر فعلياً على مساحة لا بأس بها من الارض السورية ولا يمكن ان تحكم اكثر من ذلك لان قدراتها ضعيفة جداً.
منصة إعلامية إلكترونية تنقل الحدث الإخباري بشكلٍ يومي تعني بالشؤون المحلية والعربية والعالمية تشمل مواضيعها كافة المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية إضافة إلى أخبار المنوعات وآخر تحديثات التكنولوجيا