عزز الجيش العربي السوري قواته المنتشرة على خطوط تماس منطقة عين العرب شمال شرق حلب، تحسباً لأي مواجهة مع جيش الاحتلال التركي.
مصادر محلية في ريف حلب الشمالي الشرقي قالت إن تعزيزات للجيش العربي السوري قادمة من أرياف حلب عبرت معبر التايهة في منبج فجر أمس، ثم مدينة منبج في طريقها إلى جسر قره قوزاق فمنطقة عين العرب الواقعة تحت هيمنة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية الموالية لواشنطن.
وأشارت المصادر إلى أن التعزيزات، التي تضم دبابات ومدافع ثقيلة وعربات عسكرية تقل عدداً كبيراً من الجنود، انتشرت بريف عين العرب الجنوبي الشرقي في محيط قرى واقعة على خطوط التماس الحدودية مع تركيا مقابل تمركز جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.
بالتوازي بيّنت مصادر محلية في القامشلي أن يوم أمس شهد هبوط طائرات نقل عسكرية روسية في مطار القامشلي وعلى متنها جنود روس، من المظليين الذين انضموا إلى فرقة المظليين التابعة لقوات الجو الروسية في المطار.
وأكدت صفحة «النطاق الروسي» على منصة «تلغرام»، خبر تعزيز تعداد المظليين الروس في مطار القامشلي، الأمر الذي يؤكد على إرادة الكرملين في مواجهة أي تحرك عسكري تركي باتجاه المناطق الحدودية في المحافظة، التي دأبت المقاتلات والمروحيات الحربية الروسية على التحليق في سمائها وعلى مدار شهر مضى، في رسالة تحذير للنظام التركي وميليشياته من مغبة المخاطرة بعدوان جديد داخل الأراضي السورية تنفيذا لأوامر أردوغان بإقامة ما سماه «المنطقة الآمنة» المزعومة.
بالمقابل جدد جيش الاحتلال التركي ومرتزقته التي يسميها «الجيش الوطني»، قصفه المدفعي والصاروخي أمس باتجاه بلدتي كفر قارص وأم قرى من قاعدة جيش الاحتلال في قرية ثلثانة قرب مارع، ما أدى إلى إصابة مدنيين اثنين بجروح وإلحاق ضرر كبير بممتلكات الأهالي.
كما حرّض النظام التركي مرتزقته في ما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي تقودها «هيئة تحرير الشام- جبهة النصرة سابقاً»، على قصف نقاط تمركز الجيش العربي السوري في ريف إدلب الجنوبي انطلاقاً من بلدات مجدليا وسان وبينين وفطيرة وفليفل وسفوهن بجبل الزاوية، وليرد الجيش العربي السوري على مصادر النيران موقعاً قتلى وجرحى في صفوف الإرهابيين.
هذه المعطيات جاءت في وقت أكدت فيه الخارجية الإيرانية، أن اجتماعاً سيعقد بين إيران وروسيا وتركيا على مستوى وزراء الخارجية في طهران، حيث سيتم الاتفاق على موعد هذا الاجتماع.
من جهته كشف المتحدث باسم وحدات «حماية الشعب» الكردية، أحد أبرز مكونات ميليشيات «قسد» نوري محمود، عن وجود تطور إيجابي في العلاقة مع الحكومة السورية لجهة تطوير الدفاعات في وجه العملية العسكرية التركية المرتقبة.
وقال محمود، في حديث لوكالة «سبوتنيك»، رداً على سؤال حول انتشار الجيش العربي السوري في مناطق سيطرة «قسد»، وإن كان من اتفاق يحكم هذا الانتشار، إن «هدف (رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان) أردوغان وحكومته، ذات الميول المتطرفة، واضح، وهو الوصول إلى حدود الميثاق الملّي التركي واحتلال الأراضي السورية، لذا نعمل وبالتنسيق مع المسؤولين السوريين لتطوير صيغة عمل مشترك ورسم خطة دفاعية في مواجهة أي عدوان تركي، وهناك تطور إيجابي في هذا المجال». وأشار المتحدث إلى أن «الشيء الملح والمهم، هو توصل الأطراف السورية لاتفاق على صيغة مناسبة للحل».
بدوره كشف، مدير المكتب الإعلامي لميليشيات «قسد» فرهاد شامي لـقناة «العربية» السعودية وصول 550 من عناصر الجيش العربي السوري إلى بلدة عين عيسى، إضافة لمدن الباب ومنبج وعين العرب.