حل انتصار الثورة الإسلامية في إيران بظلاله على المنطقة، فكان لكل صوت مقاوم وسائر على طريق الحق شعاع من هذا النور، في ذكرى الثورة الأربعين ترصد عدسات العالم صمود الشعب الإيراني وتمسكه بمبادئ ثورته رغم كل التحديات، وفي وقفة مع إحدى المنابر الإعلامية النشطة في المنطقة خلال تغطيتها من طهران احتفالات الأربعون ربيعاً.
هي ثورة نشبت سنة 1979 بمشاركة فئات مختلفة من الناس وحولت إيران من نظام ملكي، تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان مدعوماً من الولايات المتحدة واستبدلته في نهاية المطاف بالجمهورية الاسلامية عن طريق الاستفتاء في ظل المرجع الديني آية الله روح الله الخميني، قائد الثورة بدعم من العديد من المنظمات اليسارية والإسلامية.
بصمة مصيرية خلدها مفجر العشق الثوري ، وتاريخ جديد قلب كل الموازين وحدد آفاق المرحلة المقبلة ومستقبل الأمة الاسلامية ، فيما كان الحادي عشر من شباط عام 1979 الزمان لحدث جعل من المكان المظلم شعلة نور ألهمت احرار العالم، وحسم الموازين الاستراتيجية اقليمياً ودولياً بفرضه واقعاً سياسياً مغايراً .
الأشهر الأخيرة من عام 1978 كانت بداية المرحلة الجديدة في الثورة ضد حكم الشاه ، لتشهد الأيام الأولى من العام 1979 تصاعداً في التحركات ضد الشاه المدعوم اميركياً ، حيث سقط على مذبح الحرية الكثير من الشهداء على يد قوات الأمن الشاهية برغم أن المتظاهرين كانوا دائماً عزل دون سلاح.
أربعة عشر عاماً قضاها الامام روح الله الخميني الموسوي بين انقرة بتركيا ثم في النجف الاشرف بالعراق واخيرا في باريس بفرنسا .
وما أن وصل الإمام الراحل حتى توجهت الجموع من مطار طهران الى مقبرة جنة الزهراء حيث مزار الشهداء، لتصغي لحديث قائدها التاريخي. في ذلك الحديث اعلن الإمام انه سيشكل الحكومة بدعم من الشعب الايراني.
ما هي الا ايام قليلة حتى أعلن الإمام الخميني في الخامس من شباط عن حكومة مؤقتة، وبادرت الجماهير للانطلاق في مظاهرات حاشدة عمت البلاد باسرها للإعلان عن دعمها وتأييدها لقرار الإمام الخميني.
وفي التاسع من شباط قام منتسبو القوة الجوية بالتمرد في اهم قاعدة لهم في طهران.
وبادرت قوات الحرس الملكي للقضاء على التمرد، واصدر النظام الملكي بيانا عسكريا لمنع التجوال فهبت الجماهير لدعم القوات الثورية في القاعدة، فرد الإمام الخميني ببيانا دعا فيه ابناء طهران للنزول الى الشوارع والغاء قرار منع التجوال بشكل عملي فاندفعت الجماهير شيباً وشباناً ونساءً واطفالاً الي الشوارع، وشرعت بإعداد الخنادق.
وما ان خرجت الدبابات والقوات العسكرية المكلفة بتنفيذ الانقلاب من معسكراتها، حتى سيطرت الجماهير عليها ومنعتها من مواصلة مسيرها.
وفي العاشر من شباط كان معظم مراكز الشرطة ومؤسسات الدولة قد سقطت الواحدة تلو الأخرى بأيدي الجماهير.
وفي صباح الحادي عشر من شباط عام 1979 في هذا التاريخ عادت عقارب الساعة للحياة، حيث جرى ترتيب الدقائق والثواني بيد نورانية نفخت الروح والنبض في رقعة مظلمة بائسة، بل فجرت العشق الثوري في بلد اضحى اليوم جمهورية نووية فاعلة في المنطقة والعالم.
سنمار سورية الإخباري
Discussion about this post