هيثم ديب نقولا طبيب تخدير وإنعاش ومعالجة آلام مزمنة في عيادة تسكين الألم في مشفى الأسد الجامعي وعيادة تسكين ومعالجة الألم المزمن في مشفى السلام التخصصي .
يسعى طبّ الألم إلى محاولة إزالة كلّ العوائق المؤلمة التي قد تقف حاجزاً ما بين الإنسان وصحّته، مهما كانت نوعيّة أوجاعه، وللتوسع أكثر عن هذا الفرع الحديث في الطبّ، ودواعي استعماله وشرح أهميّة العلاج به لتحسين نوعيّة الحياة ، معنا ضيف الموقع لهذا الأسبوع الدكتور هيثم ديب نقولا
بداية دكتور شرح مفصل عن توجهك لهذا الاختصاص ؟
لا بدّ من التنويه الى أنّ طبّ الألم ليس طباً بديلاً، وإنما هو اختصاص منفصل، أي يكون الطبيب قد حاز أوّلاً شهادة في الطبّ العام، ليكمّل اختصاصا في التخدير والإنعاش وينتقل بعدها إلى التمرّس في طبّ الألم.
كما يمكن أن يتخصّص الطبيب في الطبّ العام والأمراض الداخليّة، وينتقل إلى دراسة طبّ الألم، فأنا أعجبت بتسكين الألم وتوسعت بدراسته وبعدها عملت بالتخدير لأكون قانونياً بتسكين الألم وعملت بتجارب الأدوية كثيراً حتى وصلت لدرجة خبير دوائي وقمت بتركيب خلطات دوائية لمعالجة الألم وكانت النتائج جيدة وبعدها طورت العمل والدراسة وبقيت حوالي سبع سنوات أتصفح كتب الطب وأدرس كتب عصبية حتى أصبحت أعالج الديسك حالياً .
70 % نسبة نجاح العلاج بتسكين الألم
غالبية الناس بحاجة لوقف الألم سواء إن كان بشكل عادي أو بعد العمل الجراحي أو مريض سرطان خصوصاً عندما يصل إلى حالة لا تنفع معها كل المسكنات؟ ماهي الامراض لتي يتم علاجها في عيادة تسكين الألم ؟
نحن نقوم بمعالجة الآلام المزمنة عند المريض التي لم يلقَ فائدة أو نتيجة من الأدوية والمسكنات والمرخيات العضلية ، فهناك مرضى منذ أكثر من عشر سنين لم يستجيبوا للمسكنات فهنا يأتي دورنا للتخفيف من آلامهم، فعندما نتحدث عن آلام الظهر وعن آلام أسفل الظهر والألم الجذري ،وعن التهاب العصب الوركي أيضا والتهاب المحافظ الوترية والتهاب الأعصاب المحددة المزمنة كلها تؤلم بشدة في القدم والأرجل والأطراف بشكل عام وحتى التشوهات في الجذع والعمود الفقري أيضا موضوع جديد عملنا على علاجه .
عندنا أيضا حالات جنف شديدة ألغينا جراحتها الحتمية وحصلنا على نتائج جيدة جدا وأصبح العمود طبيعي و قمنا بإزالة الجنف بشكل نهائي .
أما عن الديسك نلغي حوالي 90عملية من أصل مئة عملية ونحصل على نتائج بحوالي 70 بالمئة كل هذا بالحقن الموضعي إن كان تخضيب الأعصاب وإن كان حقن موضعي بالعضلات الحاملة للفقار أو بأي نقطة ألمية في الجسم .
كل مريض له استطباب للعمل أو العلاج بطريقة معينة ، فماهي القواعد العلمية التي يتم العمل عليها ؟
من خلال دراسة حالة المريض نعتمد على التشريح والأشعة والإيكو وجهاز تنبيه الأعصاب فهو جهاز منبه العصب فآلية تخضيب الأعصاب فنحن نعمل عليها من أجل جراحات المرضى التي يصعب علينا تخديرهم بسبب مشاكل القلب أو مشاكل تنفسية .
لذلك نستخدم الأقل خطورة بالنسبة للعمل الجراحي عبر جهاز تنبيه الأعصاب أو عبر الإيكو فهي طريقة حديثة لإجراء العمل الجراحي بأقل نسبة خطورة فقد تكون نسبة الخطورة 70 بالمئة إذا قمنا بتخديره عام أو قطني، بالتخضيب أو التخدير الناحي ممكن أن تصبح نسبة الخطورة 10بالمئة وهناك مرضى نخدرهم بنفس الآليات فهناك مرضى ملزمين بالدخول للعناية المشددة بعد إجراء العمل الجراحي فنقوم بآلية تخضيب الأعصاب أو التخدير الناحي أو بآلية الأوبي ديورال ( فوق الجافية ) سواء صدري أو قطني حسب موقع الجراحة إن كان البطن عالي نقوم بعمل أوبي ديورال صدري وبأغلب الحالات أقوم بإلغاء العناية المشددة أو بشكل أبسط أقوم بإلغاء المنفسة لأجنبه كثيرا من الاختلاطات المرضية فــ بالمنفسة يكون بحالة عبئ عليه سواء مادية أو طبية وعبئ أيضاً على الطبيب فهو بحاجة لمراقبة المريض بشكل مستمر .
فاصل زمنيّ 6 أو 7 سنوات كحدّ أدنى بين الشرق والغرب في ما يختصّ بطبّ الألم الحديث ؟
هذا الشقّ الطبّيّ غير منتشر بكثرة في الشرق أمّا في الغرب فهو يتداخل مع مختلف الاختصاصات الطبّيّة ويكملها، كونه يداوي العلّة من أساسها ، ، من وجهة نظرك دكتور هل من إجراءات للتعريف بهذا الاختصاص والتوعية الطبية لأهميته؟
طبعاً التوعية هي الأساس وتكمن المشكلة هنا بعدم معرفة المرضى والأطباء بأهمية طبيب التخدير وأهمية علاج الألم ولجوء الناس فوراً إلى العقاقير كحلّ للشفاء طبعاً بسبب نقص التوعية الطبية فالطبيب لا يوجه أي مريض الى عيادة الألم الا ما ندر من الأطباء , بالإضافة لنقطة مهمة هي عدم التقدير لان كل طبيب يعتبر نفسه هو الأفضل وهذا خطأ فادح ، بالنسبة لي أتحدث مع الجميع من عوام وأطباء ومختلف الناس وهذه قدرتي لأنه لا يوجد مقابلات صحفية وتلفزيونية مستمرة و محاضرات والإعلان محدود ، ولابد من مقالات مستمرة لتعريف الألم وتعريف المريض بالعلاجات الحديثة لعيادة الألم, والجدير بالذكر أن العراق متطور بعيادات طب الألم ولديها مراكز ونتمنى التعاون الدائم .
هل تعتمدون على هذه الطريقة حسب الأهمية.؟.
لا بل حسب طبيعة جسم المريض وحالة المريض القلبية والصدرية بالدرجة الأولى وممكن أن تكون الكلوية فهل يتحمل المريض التخدير العام أم لا يتحمل قلبيا صدريا تنفسيا كلويا كالتحاليل المخبرية
تخضيب الاعصاب هو تخديري بحت ومن لب اختصاص التخدير
تخضيب الاعصاب يستخدم للجراحة وللتسكين وللعلاج كلن حسب حالته
الكثير من الجراحات بحاجة لتخضيب الاعصاب نحن نستخدم التخضيب تخديرياً ونستخدمه تسكينياً ، طبعا التخضيب ليس لكل الجراحات ،
فهناك جراحة القلب المفتوح نستطيع أن نخضبها تخضيباً ناحياً وليس تخضيب أعصاب بل تخضيب النخاع الشوكي عبر الأبي ديورال الرقبي وهي تخدير قثطرة فوق الجافية نقوم بتركيبها فوق الجافية ونقوم بحقن الدواء المخدر فيها ونستطيع أن نجري عمل جراحي كامل وقلب مفتوح والمريض صاحي نحن لم نقم بهكذا عمل لكن إذا أردنا نستطيع لأننا نمتلك القدرة جراحياً وتخديرياً . وفي عيادة الألم أيضاً نعالج الديسك الرقبي بآلية دخول الإبرة والوصول لمكان الحقن .كما نعمل على معالجة التهاب المحافظ الوترية والكتف المتجمدة حركات المفصل الكبيرة والتهابات المفاصل الكبيرة المزمنة والحقن داخل مفصل الركبة وداخل المفصل الحرقفي وداخل مفصل الكتف كلها تابعة لعيادة تسكين الألم والألم المزمن ومايميز عملنا هو مريض السرطان فنسعى لتأمين حياة كريمة له بدون ألم
مستقبلا الأهمية لتخضيب الاعصاب
على ماذا يعتمد طبيب مسكن الألم في عمله ونجاحه؟
تخضيب الأعصاب موجود بأغلب المشافي ، ونستطيع القول بأن الطبيب النشيط وذو الخبرة الواسعة والمميزة بالتشريح وخاصة عبر الإيكو من خلال دراسة التشريح المقطعي يستطيع التغطية على الأعصاب للقدرة على التسكين قبل العمل الجراحي من 12 ساعة ل72 ساعة فمدة الألم للمريض بعد الجراحة هي ثلاثة أيام ، وهنا نكون قد قمنا بتخفيف المسكنات عليه عبر تخضيب الأعصاب التسكيني والعلاجي وأيضا التخديري ، ونحن في جامعة دمشق نسعى لعمل اختصاص فرعي لتسكين الألم .
وحالياً هل تعتمدون هذه الطرق بالمشافي العامة أم الخاصة؟
نحن نعتمد هذه الطرق غالبا بالمشافي العامة كونها مكلفة وبالنسبة للمشافي الخاصة هي حسب الطلب .
الصحفية : بدورالسوسي تصوير : يوسف مطر خاص لموقع سنمار سورية الاخباري
Discussion about this post