من الألفاظ المنتشرة والكلمات الشائعة قولهم ( شاطر ) يعنون به الحاذق الماهر , وهذا ما لا تعرفه اللغة , ولا وجه له فيها ألبتة , بل إن المذكور في كتب اللغة – قديمها وحديثها – هو معنى مغاير تماما لما اصطلح عليه العامة .
معنى هذه الكلمة المعروف في كتب اللغة هو ( الفاجر الخبيث )
قال الخليل بن احمد الفراهيدي في كتاب ( العين 6/234) : ورجل شاطر وقد شطر شطورا وشطارة وشطارا : وهو الذي أعيى أهله ومؤدبه خبثا .
وذكر أبو بكر الأنباري في كتابه ( الزاهر في معاني كلمات الناس 1/115) أن في معنى كلمة ( شاطر ) قولين عند أهل اللغة : أحدهما (المتباعد من الخير) والآخر ( الذي شطر نحو الشر وأراده)
وقال الزمخشري في (أساس البلاغة 1/476) : وفلان شاطر : خليع , وشطر على أهله : راغمهم .
وقال الشيخ بكر أبو زيد – رحمه الله – في (معجم المناهي اللفظية ) : الشاطر هو بمعنى قاطع الطريق , وبمعنى الخبيث الفاجر , وإطلاق المدرسين له على المتفوق في الدرس خطأ , فليتنبه .
وذكر الذهبي في (السير8/437) عن الفضل بن موسى قال : كان الفضيل – ابن عياض – شاطرا يقطع الطريق .
فتبين بهذا كله قبح هذه الكلمة وسوء معناها , فليعدل عنها الآباء والمدرسون وغيرهم – ممن يستعملها – إلى ما لا قبح فيه كـ (ماهر) و(حاذق) و(ذكي) و(جيد) و(طيب) ونحو ذلك , والله أعلم
سنمار سورية الاخباري – رصد
Discussion about this post