قرار الرئيس الأمريكي باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني المحتل ونقل سفارته إليها قرار معتوه من كائن مخبول , في شكله الظاهر جريمة بحق شعوب ذات تاريخ لنه في معناه لا يقدم ولا يؤخر, وهو حبر على ورق , لا يعني الأمة وقواها الحية والشعب الفلسطيني بأي شيء . وهو ردا على فشل احمق الخطى سحقت مخططاته ومؤامراته تمسك شعوب المنطقة في سورية والعراق وفلسطين بنظرية السيادة الوطنية وايمانها بالكرامة والتاريخ .
إن أمريكا فشلت في كل ملفات المنطقة , فشلت في العراق , وفشلت في سوريا , وفشلت في الإرهاب الذي صنعته وصدرته إلى منطقتنا لتفتيت دولنا وتقسيمها وإضعافها إرضاء لإسرائيل هذه الامبريالية العالمية تريد اليوم تجريب حظها في فلسطيننا ومن خلال الاعتداء على مقدساتنا لعلها تنجح , ولا يعلم رئيسها المعتوه أن فشله في قضية القدس والمسجد الأقصى سيكون هو الفشل الأكبر والأخطر والأقسى لأنه برعونته وطيشه وحماقته مس أقدس قضية تخص الأمتين العربية والإسلامية بمسلميها ومسيحييها .
الولايات المتحدة في دعمها للكيان الاسرائيلي هي العدو الأول للعرب , . كل ما فعله ترامب بالأمس هو نقل هذه العدواة من حالة المراوغة والمخاتلة الأمريكية على مدى عقود إلى العلنية الظاهرة ومن أعلى المستويات . قال لنا ترمب : ( أيها العرب , لم أعد معنيآ باللغة الديبلوماسية والكذب عليكم , أنا مع إسرائيل قلبآ وقالبآ , اللعبة انتهت , لست معنيآ بأي أحلاف استراتيجية بيني وبين حكوماتكم ) .
إن أمريكا هي العدو الأول للعرب والمسلمين , لأن الذي يحمي القاتل ويسلحه ويحفظ له أمنه واستمرار احتلاله ويرعى مصالحه قاتل مثله بل أشد خطرآ منه , لذلك وانطلاقآ من هذه المقدمة أدعو القوى الحية في الأمة إلى ضرب القوات الأمريكية في منطقتنا , في العراق , وسوريا , والخليج العربي , لنجعل من وجود القوات الأمريكية في منطقتنا فرصة لتدميرها وفرصة لكي يدفع الأمريكيون من دمائهم ثمن حماقات رئيسهم .
أدعو إلى تشكيل مقاومة عربية على غرار المقاومة في سورية على غرار المقاومات العراقية واللبنانية والفلسطينية يكون همها ضرب القوات الأمريكية على الأرض العربية تحت شعار ( الانتصار للقدس ) , وأنا متأكد أن قتل جندي أمريكي واحد وإرساله إلى ذويه بالتابوت كافي لمراجعة الإدارة الأمريكية لقرارها هذا . , فكيف إذا كان القتلى الأمريكيون بالعشرات أو المئات ؟ .
إن الأمريكيين براجماتيون مثلهم مثل الإسرائيليين , لا تردعهم إلا لغة الدم والقوة , وإذا شعروا أن قراراتهم تضر بمصالحهم يتراجعون ., نعم الشجب والإدانة والاحتجاج والمسيرات واللغة الديبلوماسية كلها مسائل ضرورية للتصدي للقرار الأمريكي الجائر ولكن إذا لم يترافق ذلك مع تصعيد قوي ومجابهة مفتوحة للعدوين الأمريكي والصهيوني وضرب مصالحهما فإن الأمريكيين ماضون ومعهم الصهاينة في سياساتهم العدوانية والإجرامية .
أنا لست قلقأ جدآ من القرار الأمريكي , بالعكس . الحمد لله أن ظهرت أمريكا على حقيقتها بشكل رسمي للأمة كلها حكامآ ومحكومين , وأختم بقوله تعالى وأتوجه بهذا الكلام للأمريكيين والصهاينة : فليضحكوا قليلآ وليبكوا كثيرآ جزاء بما كانوا يكسبون
الدكتور بشير بدور : رئيس تحرير موقع سنمار الاخباري











Discussion about this post