عندما قامت إسرائيل باعتداء جوي على منطقة جنوبي دمشق مطلقة صواريخ جو أرض تصورت أنها ستحقق أغراض العدوان بتدمير ما وجهت إليه من أهداف لكن كما بات مألوفا فشلت في تحقيق أي مما حلمت به من أهداف حيث كانت منظومة الدفاع الجوي السوري جاهزة وبالمرصاد لصواريخ العدوان، بل أسقطت كالفراش المتناثر، ما جعل إسرائيل تتجرع كأس هزيمة مرة وظهرت آلتها الحربية الجوية عاجزة أمام منظومة الدفاع الجوي السوري التي لم تستعمل إلا جزءاً بسيطاً من قدراتها، ولم تستطع قيادة العدوان أن تحتمل عبء فشلها إذ إن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أطلق طائراته لتجني له كسبا فعادت إليه محملة بعبء إخفاق وهزيمة أثقل كاهله مجدداً أمام الرأي العام والمؤسسة العسكرية على حد سواء.
لذا كان القرار بالاعتداء الثاني الذي ظن العدو أنه سيكون محققا لأهدافه وحاجباً للخسارة، ولكن جاءت النتائج على عكس ما خطط وتوقع إذ إنه ورغم تكثيف آلة العدوان واستعمال 16 طائرة بدل أربع، والهجوم من 3 اتجاهات بدل اتجاه واحد، فقد عجز العدوان مجدداً عن تحقيق أهدافه وتمكنت منظومة الدفاع الجوي السوري من إسقاط معظم الصواريخ التي أطلقتها طائرات العدوان التي لم تجرؤ على الدخول إلى السماء السورية ولم تتجاوز الفضاء اللبناني أو الجولان المحتل في دلالة بالغة على حجم القيود التي فرضتها سورية على العدو وطيرانه وصواريخه.
لقد أسقطت سورية نسبة تتجاوز 85 بالمئة من الصواريخ التي أطلقت من طائرات العدو رغم كثافتها وتعدد اتجاهاتها ومصادرها، وتمكنت من منعها من إصابة أي من الأهداف الرئيسية التي جاءت لقصفها، وصحيح أن بعض الصواريخ لامست أهدافها لكن المهمة التي جاءت إسرائيل لتنفيذها بقيت بعيدة عن متناولها وبقيت سورية ممسكة بزمام الأمور وشكل ذلك بحد ذاته إنجازاً عزز المناعة الدفاعية لسورية وسفه أحلام المعتدي.
لقد أدرك العدو الإسرائيلي أن سورية التي أسقطت العدوان بهيكليته الواسعة، باتت في وضع تملك فيه من القدرات المتعددة وباتت مطمئنة إلى مصير المواجهة مع أحد مكونات العدوان وإذا كانت إسرائيل تبتغي إطالة أمد العدوان واختبار القدرات الدفاعية الجوية لسورية أو التأثير سلباً في معنويات السوريين وإيجاباً لمصلحة الإرهابيين، فإنها تلقت الجواب السوري الصارم أن شيئاً مما تهدف إليه لن يتحقق ومن ينتظر يرَ.
ميسون يوسف – الوطن السورية
Discussion about this post