تتجسد مباشرة شراهة مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الأمن القومي جون بولتون لشن المزيد من الحروب العدوانية بفتحه باباً جديداً للحرب ضد إيران وطلبه من «البنتاغون» دراسة توجيه «ضربة» لهذا البلد مستغلاً الأجواء العامة الأمريكية المتلبدة بالأزمات واتساع دائرة المؤيدين لنهجه العدواني داخل الإدارة الأمريكية.
بولتون المعروف بعنصريته وحبه للحروب يرى أن الحرب ضد إيران أولوية يجب أن تتقدم أولويات إدارة ترامب الذي له أولوياته الخاصة أيضاً حتى الآن, ومن هنا لا يترك بولتون فرصة بعد حصوله على منصب على رأس «الأمن القومي» ليعيد مغامراته في منطقتنا عبر بث المزيد من الأكاذيب لتبرير حروب جديدة, وعين بولتون الإجرامية منذ مدة طويلة على هذا البلد ولو ترك الأمر له لكان شن هذه الحرب قبل مدة طويلة. فهو يرى أن الوسيلة الناجحة «لإخضاع» إيران عبر تدميرها بذريعة تغيير سلوكها وسلطتها الحالية فمن وجهة نظره أنه الوقت المناسب لإقناع ترامب بأهداف هذه الحرب, لكن ترامب لا يزال حتى الآن غير مقتنع بهذه الخطوة وفقاً للصحف الأمريكية التي رأت أن بولتون لا يزال يخفق في مسعاه نحو حرب ضد إيران باعتبار أن ترامب يمهل نفسه بالمزيد من الوقت ليستمع لمختلف الآراء فضلاً عن كونه ضد هذه الخطوة نظراً لتكاليفها الباهظة وانعكاساتها المستقبلية على الداخل الأمريكي إضافة إلى أن نتائج مثل هذا الاتجاه لا يمكن لأحد داخل إدارته حسمها بشكل نهائي وتوقع الأثمان التي سيترتب عليهم دفعها فضلاً عن أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي تراقب الصواريخ الأمريكية تخترق أجواءها وبالتالي لا يمكن لأحد توقع مدى ردة فعلها واتساعها.
يستغل بولتون -الأخطر في إدارة ترامب المتهورة-انفراط عقد العقلاء داخلها ظناً منه أنه الآن الوحيد على الساحة والقادر على فرض رأيه والتأثير على الدوائر القريبة من ترامب لإقناعه بفرضية الحرب العسكرية وضرورتها الحالية ضد إيران معتمداً على خطين أساسيين في مخططه للهجوم الأول الملف النووي الإيراني و«خطره على العالم» كما يدعي بولتون والذي يجد استحالة بإثباته نظراً للتقارير الوفيرة لمنظمة الطاقة الذرية التي تتحدث عن الالتزام الإيراني الكامل باتفاقاتها الدولية بهذا المجال والثاني حضور إيران في المنطقة.
ورغم أن التسريبات من واشنطن تتمحور حول قلق وامتعاض العديد من المسؤولين في وزارة الخارجية و«البنتاغون» حول اتجاه بولتون ضد إيران الآن إلا أن الوقائع تشير إلى أن بولتون ليس الشخص الوحيد المقرب من ترامب الذي يضغط نحو تبني خط عدواني ضد إيران، بل معه حلفاء كثيرون في إدارة ترامب. وبحسب تقرير لـ«فوكس نيوز » فإن بولتون وظف في مجلس الأمن القومي أشخاصاً يشاركونه الرأي لإدارة حملة الضغط ضد إيران واحتكار المعلومات المقدمة إلى ترامب.
رشا عيسى – تشرين
Discussion about this post