تمتلك روسيا قوة نووية، هي الأضخم في العالم، تضم آلاف الرؤوس النووية، لكن بعض وسائل إطلاق تلك الأسلحة يثير رعب الولايات المتحدة الأمريكية، لأنه لا يحتاج إلى تدخل البشر.
قالت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، في تقرير لها، يوم الثلاثاء 8 يناير/ كانون الثاني، إن نظام “بيرميترز” النووي الروسي، الذي يطلق عليه الغرب اسم “اليد الميتة” ربما يكون أكثر الأسلحة النووية الروسية رعبا حتى الآن.
وأضافت “إن هذا النظام، الذي يرجع تاريخه إلى حقبة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا، يمكنه إطلاق الصواريخ بصورة آلية دون تدخل البشر”، مضيفة “ربما يكون هذا النظام أكثر فتكا من المتوقع في حال اندلاع الحرب النووية”.
وتابعت “تناقش روسيا استخدام هذا النظام بصورة علنية، في الآونة الأخيرة،مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ وهو ما يثير قلق العالم، خاصة أنها تطور أسلحة نووية أخرى مرعبة، مثل الصواريخ، التي تعمل بمحركات نووية، والغواصات الروبوتية، التي تحمل صواريخ نووية قدرتها التفجيرية 100 ميغا طن”.
وتقول المجلة إن انسحاب أمريكا من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى، الذي تحدث عنه ترامب في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يفتح الباب لتطوير أسلحة نووية مرعبة.
ومعاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى “معاهدة القوات النووية المتوسطة”، “أي إن إف”، تم التوقيع عليها بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في العام 1987، وتعهد الطرفان بعدم صنع أو تجريب أو نشر أية صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة، وتدمير كافة منظومات الصواريخ، التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000-5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 500 ─ 1000 كيلومتر.
واعتبرت المجلة أن انسحاب أمريكا من الاتفاقية يمهد الطريق لنشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا، يمكنها ضرب الأراضي الروسية، وهو ما يجعلها تتجه لتطوير قدرات مميتة يمكنها إحراق أمريكا في حال اندلاع حرب نووية.
وكان الفريق سيرغي كركايف، قائد القوات الصاروخية الاستراتيجية، قد صرح منذ 5 سنوات في مقابلة مع وسائل إعلام روسية:مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ “نعم نظام “بيريميتر” موجود اليوم، وعندما تكون هناك حاجة للرد بضربة انتقامية وعندما لن يكون هناك إمكانية لإرسال الإشارة لمنصات الإطلاق، فإن نظام “بيريمتر” يعطي هذه الأوامر”.
ولفتت المجلة إلى قول القائد السابق للقوات الصاروخية الاستراتيجية فيكتور ييسين في مقابلة مع قناة “زفيزدا”، الشهر الماضي: “إذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية حشد صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا الشرقية، فإنه يجب على روسيا تعديل عقيدتها النووية والاعتماد على نظام الضربة الوقائية”، مضيفا: “هل سيكون لدينا وقت للرد في حال تعرضنا لهجوم”.
وتابع: “عند حشد الصواريخ في أوروبا الشرقية سيكون الوقت المتاح أمام روسيا للرد هو دقيقتين إلى ثلاث دقائق، وفي هذه الحالة ستكون الوسيلة الوحيدة للرد هي استخدام نظام “بريميتر” (اليد الميتة) لتنفيذ هجمة انتقامية، سيتم تدميرها أيضا”.
ونظام “بيريميتر” يعد من أكثر الأمور العسكرية سراً، وجميع المعلومات حول مكوناته، ووظائفه، وطريقة عمله هي معلومات قليلة جدا،مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ وسرية للغاية، وهو نظام أوامر آلي يصدر أوامره إلى القوات النووية الروسية لتوجيه ضربة نووية جوابية مدمرة، حتى عندما تكون قد دمرت بالكامل مراكز القيادة وخطوط الاتصالات مع قوات الصواريخ الاستراتيجية).
ويضمن النظام إطلاق الصواريخ البالستية من جميع منصات الإطلاق البرية والجوية والبحرية، في حال تمكن العدو من تدمير كل القيادات التي يمكن أن تعطي أوامر الرد. نظام “بيريميتر” هو نظام مستقل تماما وغير مرتبط بالوسائل الأخرى للاتصالات وأوامر مراكز القيادة، وحتى “الحقيبة النووية” لا علاقة لها بتفعيله. “سبوتنيك”
Discussion about this post