أكدت صحيفة «لاكروا» الفرنسية، أن الرئيس بشار الأسد عرف كيف يستثمر العودة العربية إلى دمشق بقوّة، لافتة إلى أن إعادة الاعتبار لسورية «قد تتبدّى في الشهور القادمة عبر إعادة مقعد سورية كعضو في الجامعة العربية» الذي كان معلّقاً منذ عام 2012».
وقالت الصحيفة في مقال لها: رغم أن المجموعة الدولية تنتقده باستمرار، إلا أن الرئيس الأسد يوطّد يوميّاً دعائم قوّته الدبلوماسيّة والعسكرية أكثر فأكثر في سورية التي تفتك بها الحرب منذ قُرابة ثماني سنوات. ولفتت الصحيفة إلى ما قاله الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في تشرين الأول 2012 بأن «أيام الرئيس الأسد باتت معدودة».
وأضافت: إن أوباما وبعدما كان «مرشّحاً لِيُعاد انتخابه مرة أخرى، ردّد بإصرار لا واقعي خلال حوار رئاسي جرى بين الجولتين الانتخابيتين، أن الحرب في سورية ستضع أوزارها بسرعة لمصلحة المعارضة المدعومة غربيّاً. لكن بعد ست سنوات، نلاحظ بشكل جليّ أن موازين القوى تغيّرت. وأوضحت الصحيفة، أن الجيش العربي السوري استطاع اليوم وبفضل التدخّل العسكري الحاسم للحليف الرّوسي في عام 2015، ودعم إيران وحزب اللـه اللبناني، أن يستعيد السيطرة على قُرابة ثُلثي سورية، ونقلت عن مصدر مقرّب مما سمته «الجهاز السياسي الكردي» أي «مجلس سورية الديمقراطية –مسد» أن: «الإعلان المفاجئ في التاسع عشر من كانون الأول عن انسحاب القوات الأميركية من الشمال السوري الواقع تحت السيطرة الكردية توّج انتصار «النظام» ميدانيّاً».
وأضافت: «لقد طلبت السلطات الكردية من «النظام» المساعدة خلال المفاوضات غير الرسمية تقريباً، أن يعود عسكريّاً إلى الشمال، وخصوصاً إلى مدينة منبج الإستراتيجية، لحمايتهم من تهديد الهجوم التركي» العدواني، وأن قُرابة 300 جندي سوري نفذوا عمليّة العودة إلى هذه المدينة الشمالية بعد غياب دام ست سنوات.
وذكرت «لاكروا»، أن منطقة إدلب في الشمال الغربي من البلاد لا تزال خاضعة لسيطرة التنظيمات الجهادية وخارجة عن سيطرة دمشق.
ونقلت الصحيفة عن الباحث في الشؤون الجيوسياسية الفرنسي فريديريك بيشون، قوله: «لقد عرف «النظام» كيف يطبّق «إستراتيجية الضعيف» في الأزمة، لكن ذلك كلّفه في البداية خسائر كبيرة من الأراضي، بيد أنه تمكّن بعدها من إنقاذ مراكز القرار، واستعادة الشرايين الحيوية لحركة المرور ونقل المؤونة مُقطّعاً أيضاً أوصال المسلّحين في الأرياف، وحارماً إياهم من أي دعم».
واعتبرت الصحيفة، أنه بعد انقطاع العالم العربي عنه لفترة طويلة، يبدو أن الرئيس بشار الأسد قد عرف كيف يستثمر العودة بقوّة، وأن إعادة الاعتبار التي قد تتبدّى في الشهور القادمة عبر إعادة مقعد سورية كعضو في الجامعة العربية الّذي كان معلّقاً منذ عام 2012.
ورداً على سؤال أوردته الصحيفة «لماذا كان الغرب مخدوعاً جداً بمدى قدرة النظام على المقاومة»؟ أجاب بيشون: «كان يوجد في حقول الربيع العربي تمويهاً من نوع خاص يصدر عن أصناف سياسية بقصد نشر مظهر خداع حول الواقع السوري، كما ارتكب الغرب أخطاءً إستراتيجية باعتقاده أن قسماً من الشعب السوري، ولاسيما الجيش، سوف يتخلّى عن الرئيس، الأمر الّذي بدا مستحيلاً».
ترجمة بشار جريكوس – الوطن السورية
Discussion about this post