يزعم البعض بأن نظام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان نظام مقاوم للكيان الصهيوني و داعم للمقاومة الفلسطينية و يستندوا في زعمهم هذا الي الحروب الكلامية التي تحدث كل فترة و اخري بين رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو و رئيس تركيا اردوغان ، فهل وجهة النظر التي تقول بأن نظام اردوغان نظام مقاوم للكيان الصهيوني هي وجهة نظر دقيقة ؟
بداية فإن المقاومة التي تقاوم الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة و بالتحديد في قطاع غزة هي حركات الجهاد الاسلامي و الجبهة الشعبية القيادة العامة و حماس ، و تركيا لم تقدم اي دعم عسكري او اقتصادي او سياسي او لوجيستي لحركات المقاومة الثلاث ، فكل ما قدمته من دعم قدمته لحماس فقط و هذا الدعم لم يشمل الا شكل واحد و هو استضافة قيادات حماس في افخم فنادق تركيا و الضغط علي قطر لتمويل حماس ماليا و تركيا فعلت ذلك ليس لأن حماس حركة مقاومة بل لأن حماس جزء من التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين ، بل ان علاقة النظام التركي بحماس اذا ادعي هذا النظام مقاومة الكيان الصهيوني فإنها تدينه و لا تدعم زعمه بمقاومة الكيان الصهيوني ، لأن النظام التركي بعد وصول الاخوان المسلمين الي الحكم في مصر عمل علي تحويل حماس من حركة مقاومة مسلحة الي حركة استسلامية تعترف بالكيان الصهيوني و تقبل التفاوض المباشر معه و توافق علي اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح علي حدود عام ١٩٦٧ ، اي ان النظام التركي عمل علي تصفية حماس كحركة مقاومة مسلحة بشكل نهائي و بعد لقاء اردوغان مع خالد مشعل خرج مشعل بتصريحين شهيرين التصريح الاول يدعم فيه المعارضة السورية و التصريح الثاني يدعم فيه قبول قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح علي حدود عام ١٩٦٧ رغم ان دستور حماس التأسيسي ينص صراحة علي ضرورة تحرير كامل فلسطين بالمقاومة المسلحة و لكن مشعل ادلي بهذا التصريح بطلب من اردوغان الذي اراد تقديم خدمة للولايات المتحدة عبر تحويل حماس من المحور الايراني السوري المقاوم الي المحور التركي القطري الاستسلامي و بالفعل نجح اردوغان في ذلك لكن بشكل مؤقت لان محور المقاومة سورية و ايران و حزب الله احبط مخططه لاحقا .
اما من الناحية العملية فالنظام التركي لم يعط طلقة سلاح واحدة للمقاومة الفلسطينية و لم يمولها و لم يقدم لها اي دعم لمقاومة الكيان الصهيوني عسكريا ، فالنظام التركي لم يدعم المقاومة الفلسطينية الا عبر تغريدات تويتر و حتي حروبه الاعلامية مع نتنياهو لا تعتبر دعم لانها ساهمت بشكل مباشر في مساعدة نتنياهو للهروب من ازماته الداخلية عبر الهاء الرأي العام الصهيوني بحروبه الكلامية الاستعراضية مع اردوغان ، و الدعم الوحيد الذي قدمه النظام التركي للمقاومة الفلسطينية هو العمل بجدية علي تحويل حماس من محور المقاومة الي محور الاستسلام و هذا دعم من النظام التركي للمقاومة الفلسطينية لكنه دعم للاستسلام و التنازل و لإلغاء المقاومة من الاساس ، و الجميع يعلم من هو الذي يدعم و يسلح و يمول المقاومة الفلسطينية ، فسورية هي من تعطي السلاح النوعي و المتطور الي المقاومة الفلسطينية و الصواريخ التي تطلق علي المدن الصهيونية هي صواريخ من الصناعة العسكرية السورية و صواريخ كورنيت التي تمتلكها فصائل المقاومة الفلسطينية هي صواريخ اعطتها سورية للمقاومة من مخازن الجيش العربي السوري و ليست من مخازن الجيش التركي الذي لا يمتلك سلاح روسي بل سلاح غربي فقط لان تركيا دولة عضو في حلف الناتو الامبريالي ! و بخصوص دعم سورية الشامل للمقاومة الفلسطينية يجب التذكير بتصريح الامين العام لحزب الله الذي قال فيه نصا " عندما كانت الانظمة العربية تمنع الطعام عن غزة كانت سورية ترسل السلاح مع الطعام الي غزة و ليعرف اهل غزة ذلك " .
الخاتمة : نظام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لم يقدم الدعم للمقاومة الفلسطينية يوما ما و لن يقدم الدعم لها لأنه عضو في حلف الناتو الامبريالي و جزء من مشروع الشرق الاوسط الكبير التقسيمي الذي لا يدعمه بالمطلق لكن يدعمه بشكل يشعل محيط تركيا و لا يشعل تركيا نفسها و هو ما اتي بالسلب عليه لاحقا ، فنظام اردوغان عمل علي تحويل حماس من حركة مقاومة مسلحة الي حركة استسلامية و انهزامية تعترف بالكيان الصهيوني و هو الامر الذي اراد من خلاله تقديم خدمة مجانية للكيان الصهيوني حتي يتقرب من الولايات المتحدة و الاتحاد الاوروبي و يوافقا علي ادخاله في الاتحاد الاوروبي ، من المعيب ان يردد البعض ان نظام اردوغان العضو في حلف الناتو و الداعم للارهاب في سورية و مصر نظام مقاوم يدعم المقاومة الفلسطينية !
احمد عادل – كاتب مصري – "سنمار سورية الاخباري" حصري
Discussion about this post