يستغرب كثيرون لماذا تعرضت سورية لهذه الحرب العالمية الشاملة من قبل جميع الدول الاستعمارية ، حرب شرسة سياسية و اقتصادية و عسكرية و لوجيستية و نفسية و اعلامية ، السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تعرضت قلب العروبة النابض لهذه الحرب الشرسة ؟
اولا : عندما جاء وزير الخارجية الامريكي كولن باول الي دمشق ليهدد الرئيس د. بشار الاسد اذا لم يدعم الاحتلال الامريكي في العراق و يقطع علاقته مع ايران و المقاومة اللبنانية و المقاومة الفلسطينية ، رفض الرئيس د. بشار الاسد هذا التهديد و تعامل مع كولن باول بندية و بثقة بالنفس و هدوء اعصاب منقطع النظير و استمر في التحالف الاستراتيجي مع ايران و المقاومتين اللبنانية و الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني مما كسر الارادة الامريكية .
ثانيا : لدي الامبريالية الامريكية كراهية لشخص الرئيس د. بشار الاسد لانه دعم المقاومة الوطنية العراقية بالمال و السلاح و التدريب و فتح معسكرات تدريب للمقاومة الوطنية العراقية داخل الاراضي السورية و بالتحديد في جديدة شيباني و هذا الدعم السوري للمقاومة العراقية ادي الي حدوث خسائر بشرية كبيرة في صفوف قوات الاحتلال الامريكي و اعطاب و تدمير عشرات المدرعات و الاليات مما استنزف امريكا بشريا و عسكريا و لوجيستيا بشكل هائل و في هذا السياق قال اليوت ابرامز احد اشرس مؤيدي الكيان الصهيوني في امريكا ( يجب ان تعمل امريكا علي اسقاط النظام السوري فهذا النظام متورط في سفك دماء الجنود الامريكيين في العراق ) .
ثالثا : سورية رفضت عقد معاهدة سلام ( استسلام ) مع الكيان الصهيوني كما فعلت مصر و الاردن و السلطة الفلسطينية و ظل حزب البعث الحاكم مؤمن بتحرير كامل فلسطين المحتلة و من اجل تحقيق هذا الهدف قدمت سورية المال و التدريب و الخبرات الي كافة فصائل المقاومة الفلسطينية بلا استثناء و تعرضت سورية لضغوط هائلة من امريكا و فرنسا و تركيا و قطر من اجل التوقف عن دعم المقاومة الفلسطينية و احتضانها و توفير الحماية لها داخل دمشق الا ان سورية رفضت ذلك بشكل قاطع غير قابل للنقاش فدعم سورية للمقاومة الفلسطينية امر استراتيجي لا مساومة عليه ، فضلا عن تقديم سورية كافة اشكال الدعم الي حزب الله ، فمخازن السلاح السورية مفتوحة امام حزب الله بشكل كامل و بالفعل حصل الحزب علي اجود انواع السلاح من سورية مثل صواريخ ياخونت و صواريخ ام ٦٠٠ و صواريخ الدفاع الجوي اس ١٧ و اس ٢٢ و ايضا ساهم خبراء الصواريخ في سورية مثل الشهيد عزيز اسبر في مساعدة حزب الله لزيادة دقة صواريخه .
الخاتمة : لهذه الاسباب تم استهداف سورية لانها رفضت التواطيء مع امريكا ضد العراق و قدمت الدعم للمقاومة العراقية و احتضنت المقاومة الفلسطينية و سلحتها و قدمت السلاح بشكل كثيف للمقاومة اللبنانية و رفضت عقد معاهدة سلام ( استسلام ) مع الكيان الصهيوني ، لذلك لهذه الاسباب تم استهداف سورية من قوي الشر العالمية
احمد عادل – خاص – باحث في الشأن السياسي "مصر"
Discussion about this post