موقف حركة حماس منذ بداية الحرب الكونية علي سورية كان موقفا مناهضا للدولة السورية و داعما للارهابيين المدعومين امريكيا و اسرائيليا و لكن حدثت عدة متغيرات اقليمية جعلت حماس تتراجع مجبرة عن تلك المواقف من الحرب السورية، و لكن ما هي العوامل التي جعلت حماس تتراجع عن موقفها الداعم للارهابيين في سورية عسكريا و لوجيستيا و اعلاميا ؟
يجب الاشارة في البداية الي ان حماس تنتمي الي الاخوان المسلمين في فلسطين المحتلة و هي تابعة تنظيميا للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين ، و حماس تتصف بالغدر و الانتهازية و غياب المباديء و اللعب علي كل الحبال و هذه صفات متأصلة و جينية في جميع حركات الاخوان المسلمين في العالم اجمع ، فالاخواني السوري غدار و انتهازي ، و الاخواني المصري غدار و انتهازي و الاخواني الفلسطيني غدار و انتهازي ، لذلك فحماس مثل كل الاخوان المسلمين في اتصافها بتلك الصفات .
اتخذت حماس موقف معادي للدولة السورية بعد وصول الاخوان المسلمين الي الحكم في تونس و مصر و سيطرة مسلحي الاخوان المسلمين علي اجزاء كبيرة من شمال سورية و غوطة دمشق الشرقية و بروز دور اردوغان الاقليمي ، فاعتقدت حماس ان الحكومة السورية ستسقط و سيصل الاخوان المسلمون الي الحكم في سورية و بذلك يكتمل المشروع الاخواني في الوطن العربي عبر سيطرة الاخوان المسلمين علي الحكم في مصر و سورية و تونس و غزة و تركيا ، لكن قيام الجيش العربي المصري بعزل الاخوان المسلمين من حكم مصر و صمود الدولة السورية و سقوط المشروع القطري في معركتي القصير و القلمون و خفوت الدور الاقليمي لتركيا ، جعل حماس في حالة حصار ، فحليفها المصري سقط و مشروع حليفها التركي ترنح و بعد ان غدرت حماس بإيران و سورية و حزب الله اصبحت في مأزق استراتيجي حقيقي ، فهي الآن بلا حلفاء اطلاقا و من هنا جاء تغيير موقف حماس من الحرب علي سورية و لكن هذا التغيير جاء كما حدده و اراده محور المقاومة .
فمحور المقاومة اشترط علي حماس لكي تعود المياه لمجاريها ان يصل قادة سياسيون جدد لرئاسة الحركة لم يكن لهم مواقف معلنة ضد الدولة السورية و ان يكون هؤلاء القادة مؤمنون بالمقاومة المسلحة و تحرير فلسطين بشكل كامل و يعلنوا تبرئهم من تصريحات خالد مشعل التي قال فيها ان حماس لديها استعداد لقبول دولة فلسطينية علي ما قبل حدود ١٩٦٧ ، و بالفعل نفذت حماس شروط محور المقاومة و وصل يحيي السنوار المقرب من الجناح العسكري كتائب القسام الي رئاسة الحركة و كتائب القسام كانت ترفض نهج اسماعيل هنية و خالد مشعل في التعامل مع ايران و سورية و حزب الله ، و بهذا عادت حماس الي محور المقاومة مجبرة لكن بدون سذاجة من المحور بل فرض المحور شروطه المشروعة علي حماس حتي يضمن الحد الادني من ولاءها للمحور علي المدي القصير علي الاقل .
ما يجب علي الجميع ان يدركه ان حماس جزء من التنظيم العالمي للاخوان المسلمين الذين يتصفوا بالغدر و الانتهازية و حماس تمتلك تلك الصفات كاملة لكن محور المقاومة يدعمها و يمولها و يسلحها لأنها تقاوم الصهاينة و لو مؤقتا ، فمحور المقاومة لم يبخل يوما ما عن دعم كل حركات المقاومة ، فهو دعم المقاومة العراقية ضد الاحتلال الامريكي و المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الصهيوني و المقاومة الفلسطينية حماس و الجهاد الاسلامي و الجبهة الشعبية ضد الصهاينة لكن هذا لا يمنع انه يجب الحذر من غدر اخوان مسلمين فلسطين المحتلة و لا يلدغ المؤمن من جحره مرتين !
احمد عادل – باحث وكاتب مصري – خاص
Discussion about this post