برعاية كريمة من السيد المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء والسيد وزير الثقافة محمد الأحمد، عُقد المؤتمر الثقافي السوري صباح اليوم لمناقشة عدة محاور متعلقة بمفاهيم ثقافية مختلفة وضرورية لا سيما بعد انتهاء الأزمة، بحضور مجموعة من الباحثين والأدباء والشخصيات الرسمية، وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
وتضمن المؤتمر عدة جلسات تناولت محاور مختلفة منها العقلانية ومجابهة الفكر الغيبي والفكر التكفيري وإعادة قراءة التراث الفكري والأدبي، كذلك الثقافة وتحديات العصر الرقمي ووسائل اتصاله وسبل مواجهة الضخ الإعلامي المضلل، كما وجاء في أحد المحاور مشروع استكمال الدولة الوطنية وترسيخ مفهوم الحرية والديمقراطية والانتقال من الهويات الجزئية إلى الهوية الجامعة الوطنية، ودور الفكر النقدي في بناء الدولة العصرية، إضافةً إلى السياسات الثقافية التي ينبغي اتباعها من أجل إشاعة قيم التسامح والحوار ونبذ التعصب.
وفي تصريح للسيد وزير الثقافة محمد الأحمد، ذكر فيه أن هذا المؤتمر ذو أهمية كبيرة لا سيما بعد تعرض سورية لحرب استهدفت حضارتها وتاريخها وإرثها، ولا بد من التدقيق في الظروف التي أدت إلى قيامها واستخلاص العبر والتأمل بها، مبيناً أن كل الأدباء والمثقفين والباحثين الموجودين في هذا المؤتمر عليهم أن ينتهوا بمخرجات ذات أثر إيجابي، للعمل على تحصين الوطن والشعب من أي هجمة محتملة في المستقبل.
وأوضح السيد الوزير أن سورية تمتلك إرثاً مجيداً، وحضارة ممتدة في التاريخ، ولهذا السبب نحن أمة مستهدفة، ولا بد من عقد مثل هذه المؤتمرات لمناقشة كل ما تأتى عن هذه الأزمة من رؤى وبحوث وتحليلات، ستشكل مخرجات لتحصيننا في المستقبل، أما الهدف الأساسي فهو مناقشة واقع الإنسان السوري لا سيما بعد الحرب، إلى جانب ضرورة بناء الانسان، حيث سيتم طباعة مخرجات هذا المؤتمر في مؤلف فور انتهاء أعماله.
بدوره أوضح الأستاذ حسن يوسف مضمون المحور الذي تناوله خلال الجلسة الأولى، حيث ناقش موضوع الثقافة ومواقع التواصل الاجتماعي، مبيناً أن العالم شهد تحولات عميقة في طبيعة الخطاب الإنساني، واليوم يتضح وجود انزياح عميق في المشهد الثقافي لصالح الصورة على حساب الكلمة، ولا بد من وضع اقتراحات لكيفية استثمار الصورة في خدمة الكلمة.
محمد الحوراني رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب ذكر أنه لا بد من تحليل المشكلة التي عانت منها سورية، حيث أن هناك أشخاص من خارج ثقافتنا وقيمنا قدموا إلى سورية وطبعوا ثقافاتهم، بالتالي علاج هذه المشكلة ينتهي بتحليلها وهذا ينطلق من إعادة فهم التراث وإعادة تحصين الإنسان السوري ثقافياً.
سنمار سورية الإخباري رغد السودة تصوير يوسف مطر
Discussion about this post