منذ ان اعلنت الولايات المتحدة الامريكية فرض عقوبات اقتصادية قاسية و غير مسبوقة علي ايران ، لم تقل ايران الا عبارات دبلوماسية مثل ان هذه العقوبات غير شرعية و تنتهك القانون الدولي و انها تضر بالمواطن الايراني البسيط لا بالحكومة ، لكن المتابع لمسار الاحداث التي بدأت بعد فرض الولايات المتحدة تلك العقوبات يجد ان ايران ردت بشكل شامل و متنوع علي الولايات المتحدة بشكل يتحدي غطرسة الولايات المتحدة في التعامل مع الدول الذي ترفض تنفيذ مشاريعها الاستعمارية في المنطقة
منذ فرض الولايات المتحدة العقوبات الاقتصادية الغير مسبوقة علي ايران ، زادت عمليات استهداف الجنود الامريكيين في افغانستان عبر الالغام و العبوات الناسفة ، و ما يدل علي دور ايران في تلك العمليات ان الالغام و العبوات الناسفة التي قتلت جنود الاحتلال الامريكي في افغانستان تم اخفائها و تمويهها بنفس الطريقة التي يستخدمها حزب الله ضد الكيان الصهيوني و التي كانت تستخدمها عصائب اهل الحق ضد الاحتلال الامريكي في العراق و بلا جدال فإنه معروف ان حزب الله و عصائب اهل الحق يتمولا و يتدربا و يتسلحا عبر خبراء الحرس الثوري الايراني الذين يدربون عناصرهما في اماكن مخصصة لذلك في العاصمة الايرانية طهران ، لذلك توقيت استهداف الاحتلال الامريكي في افغانستان و طرق استهدافه و اسلوب زرع و تمويه الالغام يدل علي ان تلك العمليات البطولية تقوم بها جماعات مؤيدة لإيران اما بخصوص طالبان فهي لا تجيد الا استهداف النساء و الاطفال !
اما الرد الثاني من الجمهورية الاسلامية علي عقوبات الولايات المتحدة كان عبر مواصلة تصنيع و تطوير الصواريخ الباليستية متوسطة و طويلة المدي ذو توجيه دقيق القادرة علي نسف جميع القواعد العسكرية الامريكية في دول الخليج و قادرة ايضا علي نسف القواعد الامريكية في التنف شرق سورية و ما قيام ايران بقصف مقرات للارهابيين في شرق سورية بالقرب من القواعد الامريكية في التنف الا رسالة ايرانية لامريكا بأن قواعد امريكا في التنف هدف صاروخي ايضا لايران و ليس قواعد امريكا في دول الخليج كالسعودية و قطر و الامارات فقط ، و مواصلة ايران صناعة و تطوير الصواريخ الباليستية ليس رد علي امريكا فقط بل هو تهديد وجودي للكيان الصهيوني لان مساحة الكيان صغيرة و عمقه الجغرافي محدود لذلك صواريخ ايران الباليستية المتطورة قادرة علي ايذاء الجبهة الداخلية الصهيونية بشكل غير مسبوق منذ زرع هذا الكيان السرطاني في المنطقة
اما الرد الثالث من ايران علي العقوبات الامريكية فكان يستهدف الكيان الصهيوني عبر تزويد المقاومة الوطنية اللبنانية حزب الله بصواريخ دقيقة التوجيه و هامش الخطأ لديها محدود لا يتجاوز خمسة او عشرة امتار كما قالت اكبر مراكز الدراسات الامريكية و الصهيونية ، فحزب الله الآن بفضل الدعم الايراني و السوري المطلق و اللا محدود اصبح قادر علي نسف الجبهة الداخلية الصهيونية عبر قصفها بعشرات الالاف من الصواريخ الدقيقة و الغير دقيقة و الان تكثف ايران و سورية من دعمهما لحزب الله لتحويل صواريخه الغير دقيقة الي صواريخ دقيقة و هذا هو سبب استهداف الكيان الصهيوني للشهيد عزيز اسبر ، لكي تمنع الحزب من تدمير المقرات الاستراتيجية للكيان الصهيوني في الحرب القادمة عبر الصواريخ الدقيقة التي باتت لدي الحزب بالفعل ، و لم تكتف ايران بهذا الدعم فقط بل قامت بخطوة نوعية و غير مسبوقة و هي مساعدة حزب الله علي امتلاك زوارق بحرية صغيرة الحجم قادرة علي شن عمليات هجومية مدمرة ضد البوارج الصهيونية التي تحمي حقل تمار للغاز في البحر المتوسط و هذا تطور نوعي ان تمتلك حركة مقاومة عربية قدرات بحرية قادرة علي ايذاء الكيان الصهيوني بحريا
الخاتمة : الجمهورية الاسلامية في ايران لا تعاني من عقدة الدونية امام الولايات المتحدة ، تلك العقدة التي تعاني منها دول الخليج و عاني منها السادات قبلهم امام الولايات المتحدة ، فشعب الجمهورية الاسلامية شعب يعتز بذاته و يعتز بحضارته و يكفي للتأكيد علي ذلك ان الايرانيين السنة هم الاكثر حرصا علي استمرار دور ايران كقوة اقليمية عظمي في الشرق الاوسط لانهم يؤمنوا بحضارتهم و قوميتهم بعيدا عن الطائفية كما يروج الاعلام الخليجي الكاذب او الجاهل !
احمد عادل – كاتب سياسي
Discussion about this post