تم الاستيلاء علي مدفعين رشاشين تابعين للجيش الصهيوني من نوع ماج كانا علي مدرعة صهيونية متمركزة علي الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة في اطار عملية الجيش الصهيوني لهدم انفاق المقاومة الوطنية اللبنانية المسماة بالدرع الشمالية و هذا الموضوع لأنه دقيق و اراد حزب الله توجيه رسائل للصهاينة من خلاله فيجب تحليله بهدوء و تمعن
بلا شك فإن حزب الله هو من قام بالاستيلاء علي الرشاشين من نوع ماج من المدرعة الصهيونية ، فهذه العملية ليست سهلة ، لأنها تحتاج مراقبة القوات الصهيونية جيدا بوسائل رؤية ليلية متطورة ، و امتلاك القدرة علي اختراق الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة بدون ان يتم الانتباه من عملية الاختراق من قبل الجيش الصهيوني الذي يضع عشرات الجنود من اجل مراقبة عناصر حزب الله علي الجانب الآخر من الحدود ، فضلا عن ان اختراق الحدود الفلسطينية المحتلة و الاستيلاء علي رشاشين من مدرعة صهيونية بجانبهما عشرات الجنود الصهاينة فهذا أمر يحتاج الي قدرة مذهلة علي التمويه و التخفي و تمتع غير محدود ببرودة اعصاب و ثبات انفعالي كبيرين فضلا عن الشجاعة و التضحية بالنفس التي تدفع هؤلاء المقاومون الي الارتقاء فوق مدرعة صهيونية بجانبها جنود صهاينة كثر بدون خوف من اطلاق النار عليهم ، فكل هذه الامكانيات النفسية و اللوجيستية لا يمتلكها الا عناصر حزب الله و بالتحديد قوات النخبة في الحزب قوات الرضوان
هناك طرق عدة تمكن حزب الله من الاستيلاء علي رشاشي ماج و منها الدخول الي الحدود الفلسطينية المحتلة من فوق الارض بريا و منها ايضا الدخول الي الحدود الفلسطينية المحتلة عبر الانفاق السرية التي حفرها الحزب علي مدار السنوات السابقة ، و يبقي الاحتمال الثاني هو الارجح اي الدخول الي داخل فلسطين المحتلة عبر الانفاق التي حفرها الحزب لأنها اكثر فاعلية للدخول الي فلسطين المحتلة لان الدخول البري من فوق الارض ربما سيعرض القوات الداخلة الي اطلاق نار من الجنود الصهاينة المرابطون علي الحدود مع لبنان اما الدخول عبر الانفاق فسيجنب المقاومين تبادل اطلاق النار مع الجنود الصهاينة
اراد حزب الله من عملية الاستيلاء هذه ارسال رسائل متنوعة للعدو الصهيوني و هي ان حزب الله لم ترهبه تلك العملية المسماة بالدرع الشمالية و الدليل عبوره لحدود فلسطين المحتلة و اخذه للرشاشين ماج اي انه لم يعبر و يعود مرة اخري بدون ان يفعل شيء بل عبر و اخذ سلاحا من الجيش الصهيوني و هذا اذلال و اهانة و تحدي للجيش الصهيوني ، و اراد حزب الله ايضا القول للعدو الصهيوني ان هناك انفاق كثيرة تابعة للحزب مازالت موجودة و لم و لن يتم اكتشافها و هي ضربة معنوية و نفسية كبيرة للعدو الصهيوني ، فبينما يعمل هو علي هدم الانفاق التي حفرها حزب الله ، يقوم حزب الله بدخول فلسطين المحتلة و اخذ رشاشين من نوع ماج فوق احد المدرعات الصهيونية ما يؤكد للداخل الصهيوني قبل الداخل المقاوم ان حزب الله استغفل جيشهم و جعله موضع سخرية و مزاح من الجميع و هذا ينسف جميع اهداف نتنياهو من العملية المسماة بالدرع الشمالية التي كان احد اهدافها اعادة هيبة الردع مرة اخري للجيش الصهيوني بعد الفضائح المخابراتية و الاعلامية و النفسية و العسكرية التي تعرض لها في المواجهة الاخيرة مع المقاومة الفلسطينية الباسلة و اراد حزب الله من عملية الماج جعل الصهاينة يسألوا انفسهم و يفكرون اليس من استولي علي الرشاشين كان قادر علي اطلاق النيران علي الجنود المتواجدين بجانب المدرعة ؟ هنا يلعب حزب الله علي نفسية و اعصاب الجنود الصهاينة المتمركزين علي الحدود مع لبنان
حزب الله منذ تأسسه عام ١٩٨٢ و هو خبير في الحرب النفسية ضد العدو الصهيوني لذلك فحزب الله الآن امامه خيارين الخيار الاول ان يكتفي بما حدث و يترك الداخل الصهيوني يتخبط و يسخر من جيشه و يستمر في رؤية ما حدث بأن حزب الله خدع الجيش الصهيوني و استغفله و هو ما يحدث الآن بالفعل ، اما الخيار الثاني امام حزب الله فهو خيار انصارية و خيار انصارية هو تصوير السيد حسن نصر الله و هو يحمل احدي اسلحة جندي صهيوني قتيل قتل في كمين انصارية الذي قام به عناصر المقاومة للجيش الصهيوني في بلدة انصارية الجنوبية عام ١٩٩٧ ، فربما نري السيد حسن او الشيخ نعيم او اي مسئول اخر في الحزب يحمل هذين الرشاشين و يتم تصويره بهما كضربة نفسية قاتلة للعدو الصهيوني و ربما يكتفي حزب الله بالعملية و حالة التخبط التي يعيشها الداخل الصهيوني و لا يقوم بتفعيل خيار انصارية
في النهاية يجب التأكيد علي ان الكيان الصهيوني اراد هدم نفق فتم صفعه من نفق آخر من قبل رجال المقاومة ، و رسالة المقاومة وصلت له باقتدار انه اذا هدم نفق سيبني رجال الحاج عماد عشرة انفاق آخرين و ان عدتم عدنا !
احمد عادل – كاتب وباحث سياسي – خاص
Discussion about this post