رأى الرئيس بشار الأسد أن المنطقة العربية تمر بأزمة "هوية"، قال إنها "سلاح سيئ يتم تسويقه بين القوميات العربية".
وأوضح الرئيس الأسد في حوار أجرته معه صحيفة "عُمان" مؤخرا أن الأزمة كما يراها هي "أزمة هوية وهو سلاح سيئ يتم تسويقه بين القوميات العربية ، سيئ لأنه ينتقل إلى مرحلة أمازيغ وأكراد فقد أوجدنا هويات خلقت أزمات فما هي علاقة العروبة والسريانية والكردية، نعم كل هذه الهويات موجودة، فاللغة العربية تطورت من السريانية إلى أن وصلت إلى ما هي علية الآن، والحديث عن عربي وعلماني ومسلم أوجدنا من خلالها هويات خلقت أزمات، إلى جانب أن هناك إساءات وفسادا وهذا موجود في معظم الدول العربية".
ودفع الرئيس الأسد بوصفة تهدف إلى حل أزمة هذه "الهويات" مستشهدا بتجربتين حدثتا في تركيا وروسيا، مشيرا إلى ضرورة أن "نجد هوية واحدة وانتماء واحدا كما يفعل الأتراك الذين يعملون على تعزيز هويتهم في كل أنحاء العالم، إذا لم يحارب ذلك بالفكر ستكون الحروب المقبلة أشد، ونعتقد أن الحرب في سورية محطة فقط".
كما لفت في هذا السياق إلى وجود "تجربة واضحة وهي التجربة الروسية التي نستحضرها، والتي تمثلت في الانتقال بعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق، من حالة المواطن ضد الوطن ومع الولايات المتحدة الأمريكية، إلى حالة بداية العهد الروسي مع مجيء الرئيس بوتين الذي استعيدت فيه حالة الوطنية".
وفي جانب آخر من حوار أشاد الرئيس الأسد بإحدى الدول الخليجية، مؤكدا أنها فهمت أبعاد الحرب على سورية موضحا بالقول : أن سلطنة عمان لم تقطع علاقاتها ببلاده طيلة الأحداث، لأن لديها فهما أعمق لما يحدث في سورية، ولأبعاد الحرب الدولية ضدها.
وقال الرئيس الأسد، إن "مسقط كما فعلت مع إيران بداية الثمانينيات، ومع العراق مطلع الألفية الجديدة لم تقطع أيضا علاقاتها مع سورية خلال أحداث السنوات السبع الماضية، رغم القطيعة العربية والإقليمية والدولية، لأن لدى السلطنة فهما أعمق لما يحدث في سورية وأبعاد الحرب الدولية التي شنت عليها، وما تعرضت له دمشق من أصناف التنظيمات والمسلحين، لذلك فهي تنتهج تعاطيا ثابتا لم يتغير وأداء تكتيكيا في الممارسة السياسية لأسباب عدة ولديها استقرار في هذه الرؤية، بعكس بعض السياسات التي تذهب إلى مسارات بعيدة عن الواقعية".
وفي سياق آخر، شدد الرئيس الأسد على أن الحرب ضد سوريا لم تبدأ عام 2011، بل قبل 20 عاما، لافتا في هذا الصعيد إلى تأثير وسائل الاتصال الاجتماعي "التي بلغت ذروتها مع مطلع الألفية والتي استغلت ضدنا كعرب، ومن خلالها تم تكييف الكثير من الانطباعات والأفكار وبناء الانطباعات المسبقة".
وعن نهاية الحرب قال الرئيس الأسد: "إذا انتهت كل العوامل الخارجية التي أشعلت شرارة الأزمة، نستطيع الانتهاء من الحرب خلال شهور معدودة، ونحن متفائلون من الوضع الداخلي، لأن الكثير من السوريين أصبحوا مع الدولة، وهذا مؤشر للحالة الوطنية التي أسهمت في بدء عودة الأراضي إلى الدولة بدءا من تحرير درعا وريف حماه وحمص وحلب الشرقية".
سنمار سورية الإخباري ـ وكالات
Discussion about this post