«حلبية وزلبية» إحدى المدن الأثرية المسماة بمدن القلاع أو الحصون على وادي الفرات في محافظة دير الزور, حيث يقسم نهر الفرات المنطقة إلى قسمين الأول مدينة «حلبية» والثاني مدينة «زلبية أو زلوبيا», ولموقع المدينتين أهمية كبرى في هذه النقطة من النهر, إذ يشكّل موقعاً عسكرياً ممتازاً لتحصينه الطبيعي بالصخور الشاهقة الموجودة على سفح الهضبة كما يتحكم بالطريق النهري وطريق القوافل التجارية البرية القريبة منه.
من تسمياتها باليونانية والرومانية «بيرثا»، وباللاتينية «زنوبيا», وتعود آثارها إلى الألف التاسع قبل الميلاد زمن الملك الآشوري «آشور نصر بال» الذي بنى الحصنين وازدهرا مع ازدهار الحضارة التدمرية التي بسطت سيطرتها على ضفاف الفرات و جعلت من المدينتين اللتين تبعدان إلى الشرق منها مسافة 165 كم مركزين تجاريين وحصنين عسكريين مميزين. وتتميز مدينة حلبية بشارع ذي أعمدة رخامية على الجانبين يمر ببابي المدينة الجنوبي والشمالي, كما وجدت كنيسة ودار للقضاء وأبراج ومدافن هرمية وحمام ومطابخ وأقمشة.. ما يدل على حضارة حقيقية ونهضة اقتصادية تميزت بها المدينة في ذلك التاريخ ويعدّ موقعها مرتفعاً بارزاً على شكل مثلث يحيط به واديان وعلى قمته قلعة يتفرع منها سوران من الجص ينحدران باتجاهين متعاكسين إلى الفرات والضلع الثالث المواجه للنهر فقد ذهبت به مياه الفرات وأعيد بناؤه خلف البناء القديم . أما «زلبية» فتشبه توءمها «حلبية» في معظم تفاصيل بنائها ونمط عيش أهلها .
«هي كانت إمارة آشورية تسمى "زوحي" وتقع المدينة ضمن هذه الأمارة وتعتبر ميناء لها وهي تقابل "حلبية" حيث إنها تقع على ضفة الفرات الشرقية إلا أنها تنحرف عنها نحو الجنوب الشرقي قليلاً وكانت أيام الحكم الآشوري ذات قيمة عسكرية هامة ومعالمها قليلة جداً بالنسبة "لحلبية"، ويربط "حلبية وزلبية" أبنية سقفت نهر الفرات وفتحت نفقا يربط بين عرش الزباء وعرش زنوبيا
ولا تزال آثار الجسر في نهر الفرات إلى الآن، وكانت "حلبية وزلبية" محط أنظار الغزاة من فرس وروم فقد دمرها كسرى "خسرو الأول" حوالي /540/ م بعد استيلائه عليها فلما استرجعها "جستنيا نوس" البيزنطي حوالي /565/ م أعاد بناء ما تهدم منها».
« كشفت البعثة السورية- عن وجود رسوم وزخارف تزين جدران المدافن البرجية الواقعة شمال حصن "حلبية وزلبية" ويعود تاريخها إلى القرن الثامن قبل الميلاد وهذه الرسوم والزخارف التي تزين جدران المدافن هي ذات أشكال هندسية مختلفة وملونة بألوان الأحمر والبني والبرتقالي، ويبلغ عدد المدافن التي تم اكتشافها بحدود /64/ مدفناً مختلفة الأحجام تصل المساحة الوسطية للمدفن الواحد إلى /3،5/م طولاً و/3،5/م عرضاً .
Discussion about this post