تحت العنوان أعلاه، كتب فلاديسلاف شويغين، في “إزفستيا”، حول ما يمكن أن يؤدي إليه نشر قواعد أمريكية في أوروبا الشرقية بالتزامن مع انسحاب واشنطن من معاهدة الصواريخ.
وجاء في المقال: في الآونة الأخيرة، يدعو السياسيون في بعض الدول المتاخمة لروسيا، بمزيد من الإصرار، الجيش الأمريكي إلى تعزيز وجوده على أراضيهم. فقد عبّرت وارسو عن الرغبة في استضافة قواعد أمريكية دائمة، وبعد الاستفزاز في مضيق كيرتش، عبّرت كييف عن ذلك. على خلفية تصريحات الأمريكيين حول نيتهم الانسحاب من معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، تكتسب هذه الدعوات أهمية حاسمة.
الأمن في أوروبا مضمون، الآن، بعدم نشر أسلحة قادرة على ضرب المراكز الصناعية والسياسية للدول الأوروبية بسرعة. وبينما لا يزالون يفكرون بنشر القواعد الأمريكية على الحدود دون خوف من خطر على أنفسهم، فإن “حزام الحرب” يبلغ 500 كم (مدى صواريخ إسكندر). وفي حالة إنهاء المعاهدة، لن يكون هناك أي ضمانات أمنية لأي منطقة في أوروبا حيث الوجود العسكري الأمريكي. ومع ظهور صواريخ متوسطة وقصيرة المدى، سيتم توجيه ضربة نووية، في حالة نشوب حرب، إلى العمق بأكمله، أي آلاف الكيلومترات.
إن نشر صواريخ أمريكية قصيرة ومتوسطة المدى بالقرب من حدود روسيا، سيجعل العالم يعيش حالة حرب لمدة 40 دقيقة. هذا هو الوقت الذي يمكن فيه تقييم التهديد بشكل صحيح ومنع استخدام القوة الاستراتيجية إذا كان التهديد كاذبا، على سبيل المثال، نتيجة خطأ في الكمبيوتر.
أما إذا انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، وسمح جيران روسيا للأمريكيين بنشر صواريخهم متوسطة المدى، فإن العالم سيعيش حالة ” 20 دقيقة قبل الحرب”. هذه هي العتبة: في مثل هذا الوقت القصير، من المستحيل الحصول على وقت لتقييم التهديد بشكل صحيح. وبالتالي، سيتم اعتبار أي إشارة إطلاق من هذا الجانب بمثابة هجوم حقيقي، مع كل العواقب.
تطويق روسيا بقواعد عسكرية، استراتيجية أمريكية طويلة الأمد. في الوقت نفسه، يرفض حلف الناتو دائما التفاوض بشأن هذه المسألة، معتبرا أنها شأنهم الداخلي. إنما ظهور صواريخ نووية متوسطة وقصيرة المدى يغير الوضع من حيث المبدأ. (روسيا اليوم)
Discussion about this post