انتقد المحلل السياسي الفرنسي المعروف جاك ماري بورجيه العلاقات الوطيدة التي تربط فرنسا بالنظام السعودي ومشيخة قطر الداعمين للإرهاب الدولي، مؤكداً في مقال نشره موقع «الشرقين الأدنى والأوسط» الفرنسي للدراسات أن السعودية وقطر تدعمان الفكر الوهابي الإرهابي وتمولانه للعمل على نشره فيما بعد في كل أنحاء أوروبا.
وقال بورجيه وهو صاحب كتاب «قطر القبيحة الصغيرة الصديق الذي يريد بنا شراً» كشف فيه مدى توغل رأس المال القطري في المؤسسات الفرنسية والعلاقة التي تربط قطر بالكيان الإسرائيلي: لقد كان عاراً على الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن يشارك في مجلس للحرب إلى جانب السعوديين وأن يقلد أحد أمرائهم «وساماً للشرف»، كما كان عاراً عليه أن يسارع إلى تقبيل أقدام أمير قطر الذي ينافس السعودية في مجال التبشير لنشر الفكر الوهابي المتطرف على الصعيد العالمي.
وأشار المحلل السياسي الفرنسي إلى أن الثقل الاقتصادي للنظام السعودي ومشيخة قطر باعتبارهما في مقدمة الدول التي تشتري حاملة الطائرات «رافال» الفرنسية ساهم في تسهيل دعمهما لنشر الوهابية في دول أوروبا.
كما رأى بورجيه أن جريمة قتل الشرطي الفرنسي وزوجته الأسبوع الماضي على يد الإرهابي العروسي عبالة ما هي إلا نتاج لهذا الفكر الوهابي الذي ينتشر في فرنسا اليوم، مشيراً إلى أن الفيديو الذي صوره القاتل في منزل الضحيتين والرسالة التي وجهها إلى الشباب بالحذو حذوه وقتل أفراد الشرطة وحراس السجن والصحفيين والسياسيين وإعلانه الولاء لتنظيم «داعش» الارهابي، أبرز دليل على ذلك.
وكان الإرهابي عبالة قد أقدم على قتل مساعد قائد شرطة منطقة «إيفلين» جان باتيست سالفين بالسكين مع زوجته جيسيكا شنايدر التي تعمل موظفة إدارية في المخفر المجاور لمنزلهما في مانيافيل إحدى الضواحي الغربية للعاصمة باريس وعمد إلى تصوير جريمته وبثها على الإنترنت قبل أن يقتل على يد الشرطة الفرنسية.
الجدير بالذكر أن فرنسا شهدت العام الماضي والأشهر الأخيرة سلسلة متتابعة من الهجمات الإرهابية كان أخطرها ما شهدته العاصمة باريس في الثالث عشر من تشرين الثاني الماضي حيث جرت عدة هجمات تخللتها تفجيرات وعملية احتجاز رهائن وإطلاق رصاص ما أدى إلى مقتل 130 شخصاً على الأقل ودفع الرئيس الفرنسي لإعلان حالة الطوارئ في البلاد وإغلاق الحدود.
سنمارالاخباري-صحف
Discussion about this post