استكمالاً لفعاليات يوم الثقافة السورية، وبرعاية الأستاذ محمد الأحمد وزير الثقافة، أقيمت اليوم ندوة فكرية ضمت محاور متنوعة في الفكر والثقافة والفنون والإعلام، أدارها عدد من الأساتذة والدكاترة المثقفون والمعنيون بالأدب والفكر، وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
وتحدث السيد معاون وزير الثقافة توفيق الإمام عن الندوة التي تشارك بفعالياتها قامات أدبية كبيرة، إلى جانب العديد من الأنشطة التي تترافق مع احتفالية وزارة الثقافة، حيث يوجد تمثيل لعدد من الطيوف الثقافية بأنواعها كالفن والمسرح والموسيقا، فوزارة الثقافة تحرص على التنوع في الأطياف الثقافية، لاسيما في ظل وجود جمهور تواق لهذه الفنون، وهذه الندوة ذات محاور مختلفة وتحاكي اهتمامات مختلفة وحاجات معرفية متشعبة، تعزيزاً لثقافة المواطنة والانتماء من أجل بناء مستقبل سورية القادم.
الأستاذ والناقد سعد القاسم ذكر تفاصيل المحور الذي تحدث عنه والذي يتعلق بالفن التشكيلي وكيفية توثيقه وماهية آفاقه المستقبلية، لافتاً إلى تأثره بشكل كبير خلال الأزمة، فكثير من الفنانين التشكيليين هاجروا أو أُغلِقت صالاتهم، كما ارتفع سعر اللوحة السورية في الجوار، وهذا ما أفرز صعوبة وعبء كبيرين على وزارة الثقافة بالاقتناء، مما أدى إلى فقدان عدد من الفنانين المهمين والمميزين، وتراجع مستوى الفن التشكيلي، لكنه عاود حالياً استرداد قيمته بشكل تدريجي.
بدوره، الدكتور والكاتب اسماعيل مروة سرد تجربته في النقد والرواية، وعلاقة الأخيرة بالواقع، وهل يمكن لها أن تصبح واقعاً، وفي حال كانت قريبة من الواقع، ما دورها في التاريخ، وهل هي أفضل منه؟!، كما وتتناول الزمن الذي يمكن أن يكون فيه الأديب ملامساً للواقع أو غير قريباً منه، مشيراً إلى أن الرواية تشكل ضمن هذه الأطر كتاباً من كتب التاريخ الحقيقي، لتكون المؤرخ الحقيقي للحياة، في حين أن كتب التاريخ ينجزها الأقوياء والسلاطين والمنتفعون، وتعتمد على اليوميات، أما الأدب فيمكن أن يكون أكثر صدقية في المراحل القادمة.
وأضاف مروة: وضع الرواية السورية اليوم جيد ولدينا روائيون وروائيات مميزات، لكنهم تشظوا قليلاً خلال الأزمة، وانقسموا في الداخل والخارج، فضاعت خطوط الرواية التي كانت مهمة في بلدنا.
وبالانتقال إلى الحديث عن محور الثقافة والإعلام، تحدث الأستاذ علي قاسم رئيس تحرير جريدة الثورة، عن الصحافة المكتوبة كمواكبة وتحليل، والتي كان لابد لها أن تواجه بعض التحديات التقنية والتكنولوجية التي فرضت نفسها على وظيفة الصحافة، لا سيما أن الإعلام أصبح اليوم يصنع الحدث بذاته وليس فقط يغطيه، مضيفاً أن المهمة الأساسية اليوم أمام الصحافة المكتوبة هي صحافة الرأي وتشكيل الثقافة العميقة، حيث تمكنت في ضوء الإمكانات المتاحة من فرض ذاتها كما واحتفظت بكثير من التأثير ولامست الواقع، لكنها لا تزال بحاجة لكم من التحديث.
سنمار سورية الإخباري رغد السودة تصوير يوسف مطر
Discussion about this post